ينشغل الشارع الفلسطيني ونخبه بالحوار الوطني الذي بدأ في القاهرة مطلع الشهر الجاري. في غضون ذلك، نفت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" ما تردد من أن السلطة الفلسطينية عرضت عليها 4 وزارات على هامش الحوار نفى عضو المكتب السياسي ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" جميل المجدلاوي ما يتردد في الشارع الفلسطيني ووسط أنصار الجبهة من ان "السلطة الفلسطينية عرضت عليها الجبهة إدارة أربع وزارات". وأكد المجدلاوي في حديث الى "الحياة" أمس ان الجبهة "لا تنوي المشاركة في السلطة الوطنية على أساس اتفاقات أوسلو وفي ظلها". وأشار الى أنه تقرر اجراء جولة ثالثة من الحوار الوطني في الحادي والثلاثين من آب اغسطس الجاري في مدينة رام الله، يشارك فيه معظم فصائل منظمة التحرير الفلسطينية و"يهدف الى بلورة الخطوط العامة التي يمكن أن تشكل قواسم مشتركة بين المشاركين، من دون أن يعني عقد الاجتماع بأنه في حد ذاته، حواراً وطنياً شاملاً". واعتبر ان الحوار ينبغي أن يتسع لجميع الطيف السياسي سواء داخل المنظمة أو التيار الاسلامي، بالاضافة الى شخصيات وطنية ومفكرين معروفين بوزنهم السياسي والاعتباري في الداخل والخارج. وعلمت "الحياة" ان حركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي" لا تنويان المشاركة في الاجتماع. وحسب مصادر فلسطينية مطلعة، فإن "حماس" لن تشارك بسبب عدم حسم المسألة داخل صفوف قيادات الحركة، فيما ترددت أحاديث عن خلافات بين الداخل والخارج في هذا الشأن، اضافة الى التوتر الحاصل في العلاقة بين السلطة و"حماس" في أعقاب حملة الاعتقالات التي شنتها السلطة ضد قيادات الحركة وعناصرها. أما "الجهاد" فيبدو موقفها أكثر تماسكاً تجاه هذه القضية، وترفض حتى الآن المشاركة في الحوار الذي يؤكد بعض القوى انه بين "فتح"، وليس السلطة، وبين فصائل العمل الوطني الفلسطيني. وأوضح المجدلاوي ان الجبهة أعدت أوراق عمل ستقدمها الى الاجتماع، تغطي محاور البحث، ومنها إعادة بناء المنظمة على أسس ديموقراطية، انسجاماً مع البيان المشترك الصادر عن اجتماع "فتح - الشعبية"، والبحث في آليات بناء مجتمع مدني ديموقراطي، تكون نقطة البدء فيه "انهاء قيود اتفاقات أوسلو"، والقضاء على أشكال الفساد الاداري والمالي كافة، اضافة الى قضايا أخرى تتعلق بالثوابت الوطنية الفلسطينية. وتظل العقبة الكبرى التي تقف حائلاً حتى الآن دون إعادة اللحمة الى الشعب والمنظمة، هي اتفاقات أوسلو، وهي أيضاً نقطة الخلاف الرئيسية بين "فتح" و"الشعبية"، الى جانب قضايا أخرى. وأوضح المجدلاوي: "نحن نختلف اختلافاً جذرياً في شأن أوسلو"، واصفاً المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية بأنها "حفلة تكاذب شامل ومتبادل" بين الطرفين، مؤكداً ضرورة العودة الى قرارات الشرعية الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية. وفي ما يتعلق بمفاوضات الوضع النهائي، رفض المجدلاوي اعطاء موقف واضح وحاسم، فيما اعلنت "الجبهة الديموقراطية" على لسان أكثر من مسؤول فيها ومنهم أمينها العام نايف حواتمة نفسه انها ستشارك فيها. أما المجدلاوي، فقال ان الجبهة تدرس هذه القضية، الى جانب قضية المشاركة في هيئات المنظمة بما فيها الاجتماع المقبل للمجلس المركزي الفلسطيني، مشيراً الى بقاء هذا الموقف على حاله الى ما بعد الانتهاء من الحوار الوطني وإتضاح الصورة.