أكد الرئيس حسني مبارك أمس ان العمليات الارهابية لن تتوقف إلا باستعادة الفلسطينيين حقوقهم المشروعة، وقال: "ان من يتصور تحقيق السلام من دون حل عادل للقضية الفلسطينية هو واهم". وأضاف، خلال لقائه وفداً من الصحافة الالمانية، ان "هناك قوى اسرائيلية وفلسطينية تعارض السلام ولا توجد دولة تستطيع قياداتها التعهد بوقف الارهاب نهائياً خصوصاً إذا كان الشعب الفلسطيني يضم فئات متباينة في اتجاهاتها وبعضها يتبنى التطرف". ورأى ان مطالب اسرائيل الأمنية تضعف موقف الرئيس ياسر عرفات أمام شعبه. وتابع مبارك ان مصر ليست لها مصلحة سوى تحقيق السلام في المنطقة وهي لا تنحاز الى الفلسطينيين أو ضد الاسرائيليين وأن انحيازها الحقيقي هو للسلام العادل. في غضون ذلك، دعت الفصائل الفلسطينية العشرة خلال اجتماع موسع في دمشق امس الى انتخاب مجلس وطني فلسطيني جديد يحول دون تعديل الميثاق الذي اشترطت اسرائيل الغاءه قبل مصادقتها على اتفاق واي ريفر. وتوقع وزير الدفاع الاسرائيلي اسحق موردخاي المصادقة على الاتفاق بالغالبية خلال اجتماع يعقد هذا الاسبوع في حين اعتقلت الشرطة الفلسطينية ثمانية من أنصار الجبهتين "الشعبية" و"الديموقراطية" رددوا شعارات ضد السلطة الفلسطينية راجع ص 3. واتفق قادة المنظمات الفلسطينية المعارضة لاتفاقات اوسلو وواي ريفر على عقد اجتماع موسع بعد عشرة ايام يضم عدداً من الشخصيات الفلسطينية في الشتات، يمهد لتشكيل لجان تحضيرية تدعو الى انتخاب مجلس وطني جديد ومؤسسات جديدة لمنظمة التحرير الفلسطينية، وذلك في ختام اجتماع موسع نظمه في دمشق رئيس "جبهة الانقاذ الوطني الفلسطينية" خالد الفاهوم وشارك فيه للمرة الأولى منذ سنوات جميع قادة المنظمات المعارضة لاتفاقات اوسلو. وقالت مصادر مطلعة لپ"الحياة" ان رئىس الدائرة السياسية في منظمة التحرير فاروق القدومي وصل امس الى دمشق وسيجتمع اليوم مع وزير الخارجية السوري السيد فاروق الشرع. وقال الفاهوم لپ"الحياة" ان الهدف الأساسي للقاء الموسع هو "انتخاب مؤسسات فلسطينية تحول دون إلغاء ميثاق المنظمة وقوفاً عند رغبة اسرائىل لأن الغاء الميثاق يعني إلغاء المنظمة وبالتالي القضاء على أي مرجعية للشعب الفلسطيني في الشتات". وكان لافتاً في اجتماع الفصائل العشرة امس حضور الأمينين العامين لپ"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" جورج حبش و"الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين" نايف حواتمة، الى جانب الامين العام لپ"حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين" الدكتور رمضان عبدالله شلّح وعضو المكتب السياسي لپ"حركة المقاومة الاسلامية" حماس عماد العلمي، وذلك بعد سنوات من القطيعة بسبب اتهام "حماس" لپ"الشعبية" و"الديموقراطية" بالانضواء تحت لواء اتفاقات اوسلو. ولوحظ غياب الأمين العام لحركة "فتح - الانتفاضة" العقيد ابو موسى ومساعده السيد ابو خالد العملة، واقتصر الحضور على أبي فاخر. واشار الفاهوم الى انه تلقى "وعداً" من "حماس" و"الجهاد الاسلامي" بدخول "مؤسسات جديدة تنتخب من الشعب". وجاءت الدعوة الى عقد مؤتمر آخر خلال عشرة أيام، بعد مناقشات صريحة بين المعارضين في شأن "مخاطر المرحلة الراهنة بعد توقيع اتفاق واي ريفر ومطالبة اسرائىل بتعديل 26 مادة من أصل 33 مادة يضمها الميثاق، والحملات التي تشنها السلطة الفلسطينية على المعارضة في الداخل".