أريحا الضفة الغربية - أ ف ب - جبل التجارب المطل على مدينة اريحا في الضفة الغربية، تحول الى موقع يمكن ان يجذب ملايين السياح المتوقع توافدهم لمناسبة حلول الألفية الجديدة بعد ان أصبح الوصول إليه سهلاً بفضل مصعد كهربائي تليفريك. وباستطاعة الزائر حالياً اكتشاف الدير الارثوذكسي المبني في وسط الطريق الى جبل التجارب بكل راحة بدلاً من الصعود المضني انطلاقاً من أريحا التي تنخفض 300 متر عن مستوى سطح البحر وسط حرارة غالباً ما تكون لاهبة. ووضعت عربات المصعد الكهربائي وهي من طراز تلك الموجودة في جبال الألب في خدمة السياح، وستفتتح قريباً محطة في الموقع تقدم وسائل الرفاهية من مطعم فرنسي وكافتيريا حديثين يشرفان على واحة أريحا الواقعة على ضفاف البحر الميت. وسيقام قريباً عرض بواسطة الصوت والصورة في الكهوف الصخرية التي تترواح الوانها بين الامغر والذهبي ويسكنها النساك منذ قرون. وقال مدير المحطة ومركز سلطان السياحي عامر الدجاني إن "الاعمال هي الاعمال". واضاف: "يجب ان تشكل السياحة العمود الفقري للاقتصاد الفلسطيني ونرغب في تطوير هذه الصناعة في أريحا". ويضم المصعد الكهربائي البالغ طوله 3،1 كلم 12 عربة حمراء اللون. وقد استخدمه ما بين خمسة وسبعة آلاف سائح منذ بدء العمل به في تموز يوليو الماضي. وينقل السياح فوق مزارع الموز والبلح حتى جبل تل السلطان المطل على اقدم مدينة في العالم. أوضح الدجاني ان ما يقرب من نصف مليون زائر سيستخدمون عربات المصعد سنوياً لدى اكتمال المشروع الذي تبلغ تكاليفه عشرة ملايين دولار. وأكد العمل على مشروع للتعاون مع مسؤولي السياحة في موقع قمران الاسرائيلي الذي يبعد كيلومترات قليلة عن المكان حيث اكتشفت مخطوطات البحر الميت الشهيرة. وسيضم مشروع جبل التجارب، الذي يطلق عليه العرب جبل قرنطل، مطعمين وفندقا باربع نجوم من 55 غرفة إضافة إلى 16 مخزناً لبيع التذكارات تقع غالبيتها بالقرب من قاعدة المصعد. وسيؤمن الموقع 125 وظيفة للفلسطينيين. إلا أن هذه الاحتمالات لا تلاقي تأييداً كاملاً. وفي هذا السياق، أكد الاخ اخيلياس الذي يعيش في الجبل منذ 11 شهراً "نحن أصدقاء للفلسطينيين والسياح لكن المصعد الكهربائي يسبب مشكلة للدير". وأضاف: "ان المكان هو للصلاة والسلام وليس موقعاً سياحياً". وخلال الاسابيع الستة التي تلت تدشين المصعد، تضاعف عدد الزوار ثلاث مرات وطلبت البطريركية الارثوذكسية من الرهبان الثلاثة الذين يعيشون في الدير تمديد ساعات الاستقبال من الثامنة صباحا حتى السابعة مساء. ورفض الدجاني الكشف عن الحصة المدفوعة للبطريركية الارثوذكسية مقابل استخدام الموقع، وقال: "نقيم علاقات ممتازة مع البطريركية التي اصدرت تعليماتها الى الرهبان"، من دون ان يدلي بمزيد من المعلومات. إلا أن ذلك لا يعني الكثير للأخ اخيلياس الذي قال بمرارة واضحة "إنهم يريدون تحويل الدير الى مجرد نقطة جذب سياحية".