أثارت تقارير عن تورط الرئيس بوريس يلتسن وأفراد عائلته وأقطاب حكومته في فضائح مالية، ضجة كبيرة في موسكو، ما اضطر الكرملين الى النفي بشدة أن يكون ليلتسن وعائلته حسابات في مصارف أجنبية. نشرت صحيفة "يو. اس. اي. تودي" الأميركية أمس الخميس ان تحقيقاً يجري في عمليات "تنظيف" أموال يصل مجموعها الى 15 بليون دولار عبر "بنك أوف نيويورك" وشركة "بينيكس" التي يديرها أحد أقطاب المافيا العالمية سيميون موغيليفيتش وهو يهودي من أصل روسي. وذكرت الصحيفة ان عدداً من كبار مساعدي يلتسن وبينهم مدير ديوانه السابق أناتولي تشوبايس ونائب رئيس الوزراء السابق فلاديمير بوثانين ومساعد يلتسن للشؤون الاقتصادية الكسندر ليفشيتس ساهموا في "التنظيف" لحسابهم. ومن جهة أخرى، كانت "كوريرا ديلا سيرا" الايطالية نشرت معلومات عن تحقيق تجريه السلطات السويسرية في شأن حسابات فتحت للرئيس يلتسن وابنتيه تاتيانا ويلينا وعدد من مساعديه في "بنك دل غوتاردو" السويسري. ونقلت الصحيفة عن كارلا ديل بونتي التي كانت ترأس النيابة العامة السويسرية وساهمت في كشف الفضائح المالية في روسيا، ان بهجت باكولي وهو من ألبان كوسوفو حوّل مبالغ كبيرة الى مدير أعمال الرئيس بافل بورودين. ومعلوم ان شركة "مابيتيكس" التي يملكها باكولي حصلت على مقاولات كبرى للقيام بأعمال بناء في الكرملين ومواقع رئاسية أخرى في روسيا. وأشارت الصحف الروسية الى أن باكولي حوّل عام 1994 مبلغ مليون دولار الى حساب يلتسن ل"تغطية مصروفات جيب" أثناء زيارته لهنغاريا والتي استغرقت يوماً واحداً فقط. وأصدر المكتب الصحافي للكرملين بلاغاً أكد ان يلتسن وأفراد عائلته "لم يفتحوا حسابات خارج روسيا" وأن دخولهم مثبتة في كشوف نشرت رسمياً. ولمح الكرملين الى أن نشر هذه الأنباء ربما كان في سياق المعركة الانتخابية الجارية حالياً. وفي حديث الى صحيفة "سيفودنيا"، اعترف باكولي بتزويد يلتسن وعائلته بطاقات ائتمان كريديت كارت، ولكنه قال ان المليون دولار المحولة لم تكن لحساب يلتسن بل لتغطية مصاريف "خبراء روس وصلوا الى بودابست لمناقشة عقود في شأن ترميم الكرملين". واعلنت النيابة العامة الروسية انها كلفت هيئة وزارة الأمن الفيديرالية بالتحقيق فيما نشرته الصحف المحلية والأجنبية.