زار الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أول من أمس السيد فضل محسن عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني - المعارض - في مستشفى الثورة العام في صنعاء. ونُقل محسن الى المستشفى اثر تعرضه لجلطة دماغية قبل يومين. ولوحظ ان لفتة الرئيس صالح تجاه شخصية معارضة لا تخلو من الطابع السياسي بخاصة ان فضل محسن عُرف بمواقفه السياسية التي لاتتفق في بعضها ومواقف قيادات حزبه الاشتراكي. اذ كان من أشد المعارضين لمقاطعة الحزب الاشتراكي للانتخابات النيابية عام 1997. وتؤكد مصادر في المعارضة ل"الحياة" ان فضل محسن لم يؤيد حزبه الاشتراكي في مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقرر اجراؤها في 23 ايلول سبتمبر المقبل وان قرار اللجنة المركزية للاشتراكي في اجتماعها أخيراً والمتعلق بعدم المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقاطعة تم في غياب فضل محسن بسبب مرضه. وأصدر الرئيس صالح توجيهات الى الحكومة بنقل فضل محسن وهو عضو في المجلس الاستشاري للعلاج في لندن على نفقة الدولة. ورافق الرئيس اليمني في زيارته للمستشفى السيد عبدالعزيز عبدالغني رئيس المجلس الاستشاري وعدد من المسؤولين. واطمأن صالح على سير مراحل العلاج التي يتلقاها محسن في صنعاء. وأفيد انه تجاوز مرحلة الخطر. ولاحظ ان الرئيس صالح كان يشير اليه بالتزام الصمت والاستقرار على سريره كلما هم بمخاطبته ومرافقيه أو حاول التحدث اليهم في غرفة العناية في المستشفى. وعلى رغم ان الطابع الانساني طغى على مبادرة الرئيس صالح في عيادة فضل محسن في المستشفى وتوجيهاته بإرساله عاجلاً الى لندن لاستكمال العلاج، الا ان دوائر سياسية في المعارضة أعطت المبادرة بعداً سياسياً واعتبرتها رسالة الى الحزب الاشتراكي والقيادات المعارضة التي ذهبت في اتجاه عدم المشاركة في الانتخابات الرئاسية. وأضافت ان هذه "الرسالة" توحي باستعداد الرئيس صالح للتعامل مع المعارضة وإبقاء أبواب الحوار حول القضايا الوطنية المهمة مفتوحة بعيداً عن روح التشدد في اتخاذ القرارات والمواقف ذات الأبعاد الوطنية المؤثرة على الاستقرار السياسي في البلد. وسبق لفضل محسن ان اتخذ مواقف لا تنسجم في شكل كامل وتوجهات الحزب الاشتراكي على رغم انه كان واحداً من القادة العسكريين في صفوف قوات الحزب الاشتراكي في حرب صيف العام 1994، وقاتل ضد قوات الشرعية وهو يقود جمعاً من أبناء منطقة "يافع" التابعة لمحافظتي لحج وابين 550 كم جنوبصنعاء، غير انه عاد الى العاصمة فور انتهاء الحرب وأعلن أمام الرئيس صالح انه لم يكن له موقف مناهض للوحدة وانه لم يؤيد توجهات علي سالم البيض الانفصالية وأكد ولاءه المطلق للوحدة اليمنية. وكان فضل محسن شغل منصب وزير التموين والتجارة في الفترة الانتقالية لدولة الوحدة اليمنية والتي عرفت بمرحلة التقاسم في الحكم بين حزبي المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي من عام 1990 وحتى 1993. ثم عين وزيراً للثروة السمكية بعد أول انتخابات نيابية عام 1993 وحتى اندلاع الحرب عام 1994 ضمن حصة الاشتراكي في الائتلاف الثلاثي الى جانب المؤتمر وحزب التجمع اليمني للاصلاح. وانفرط عقد الائتلاف باندلاع الأزمة في 1994. وفي 1997 عينه الرئيس صالح عضواً في المجلس الاستشاري من بين 51 عضواً. ولا يزال محتفظاً بموقعه في المكتب السياسي للحزب الاشتراكي. لكنه لا يتولى مهمة حزبية مباشرة داخل الحزب.