ألمحت السلطات في بلغراد إلى عزمها على اجراء انتخابات برلمانية مبكرة، مستبقة مهرجاناً حاشداً نظمته المعارضة غداة استطلاع أظهر أن غالبية الصرب تؤيد تغيير نظام الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش. وجددت الولاياتالمتحدة دعمها للمعارضة الصربية. غداة استطلاع للرأي العام أظهر ان 72 في المئة من الشعب في صربيا يؤيدون تغيير نظام الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش، أعلنت السلطات في بلغراد اجراء انتخابات برلمانية سابقة لأوانها قبل نهاية هذا العام. وفي غضون ذلك، حضت الولاياتالمتحدة قادة المعارضة الصربية على العمل معاً من أجل الاسراع في إنهاء نظام ميلوشيفيتش. وأفاد الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جيمس روبن ان الإدارة الأميركية "قدمت دعماً مادياً للمنظمات اليوغوسلافية التي تتبنى التعددية وحرية التعبير". ومعلوم ان الإدارة الأميركية دأبت منذ 1996 على تقديم الدعم المالي والإعلامي والمعنوي لمعارضي ميلوشيفيتشف. وكان آخر أشكال الدعم، 15 مليون دولار تم الاعلان عنها خلال مؤتمر استقرار البلقان الذي عقد في ساراييفو أواخر الشهر الماضي. واعتبرت وسائل الإعلام المؤيدة للحكومة ان إقامة التجمع أمس جاءت هدية للرئيس الأميركي بيل كلينتون "الذي حاول تدمير الشعب الصربي" في عيد ميلاده ويصادف في 19 آب اغسطس. ووصفت صحيفة "بوليتيكا" شبه الرسمية المشاركين في التجمع بأنهم "سياسيون فاسدون وعملاء للأجانب". وذكرت الصحيفة أن أمراً صدر للتحقيق مع فيسنا بيشيتش رئيسة الاتحاد المدني سابقاً "في شأن دعوتها العلنية لإطاحة النظام الدستوري للبلاد بالقوة". وأصرت المعارضة على أن تحديد وقت إقامة التجمع جاء بمناسبة دينية صربية صادفت أمس "ولا علاقة لها بأي جهة أجنبية". واقيم التجمع أمام البرلمان اليوغوسلافي في بلغراد تحت شعار "الصرب راية واحدة"، وافتتح بالنشيد الصربي القومي "العدالة الالهية"، واستهل بكلمة مطران الكنيسة الارثوذكسية الصربية في كوسوفو أناستاس راكيت، اعقبه منسق مجموعة العمل من أجل الاستقرار غير حزبية التي نظمت التجمع ملادان دينكيتش، ثم كلمات ممثلي أحزاب: حركة التجديد الصربية والديموقراطي والبديل الديموقراطي وصربيا الجديدة والاتحاد المدني والديموقراطية الجديدة والمركز الديموقراطي. واعتبر مراقبون أنه على الرغم من أن التجمع مثّل "احتجاجاً ضد نظام ميلوشيفيتيش"، إلا أن غالبية الكلمات ركزت على "الدعوة إلى التغيير السلمي من خلال الانتخابات"، وعبرت عن مواقف الأطراف المشاركة في التجمع والتي تنسجم مع النهج السياسي "المعتدل" الداعي إلى تجنب التظاهرات. ويتصدر الدعوة إلى التغيير بالقوة "التحالف من أجل التغيير" الذي يضم 30 حزباً بزعامة رئيس الحزب الديموقراطي زوران جينجيتش الذي كانت كلمته الرابعة في تسلسل الكلمات التي القيت في التجمع، حسب البرنامج الذي أعدته "مجموعة العمل من أجل الاستقرار". وكانت وزارة الداخلية الصربية أعلنت صباح أمس عن اعتقال شخص من الجبل الأسود يدعى نيبويشا فوكيتش كانت بحوزته عبوة شديدة الانفجار لاستخدامها خلال التجمع أمام البرلمان أمس. وحذرت الوزارة من "أعمال تخريبية" قد يقوم بها أشخاص ليسوا معروفين لدى الأجهزة الأمنية. انتخابات مبكرة وذكرت مصادر مطلعة في بلغراد ان انتخابات مبكرة يمكن ان تجرى في صربيا خلال تشرين الثاني نوفمبر المقبل. ونقلت وكالة "بيتا" الصربية المستقلة في بلغراد عن مصادر قريبة من الحزب الاشتراكي الصربي الذي يتزعمه ميلوشيفيتش وحركة التجديد الصربية التي يقودها فوك دراشكوفيتش، ان برلمان صربيا الذي يسيطر عليه حزب ميلوشيفيتش يفترض ان يقرر في أيلول سبتمبر المقبل تنظيم هذه الانتخابات. ويذكر أن دراشكوفيتش الذي يعتبر حزبه قومياً معتدلاً، اقيل من منصبه كنائب لرئيس الحكومة الاتحادية خلال الغارات الجوية الأطلسية، لكنه رفض التعاون مع "التحالف من أجل التغيير" في التظاهرات التي شهدتها المدن الصربية أخيراً. ورد "التحالف من أجل التغيير" على لسان منسقه فلادان باتيتش على الأنباء المتعلقة باحتمال اجراء انتخابات مبكرة، قائلاً: "لا نريد انتخاباتهم لأنهم يقومون بالتزوير". وطالب بتنظيم الانتخابات تحت إشراف منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. ومن جانبه، أفاد نائب رئيس الحكومة الصربية رئيس الحزب الراديكالي الصربي فويسلاف شيشيلي انه "يمكن الحديث عن الانتخابات فوراً. وبوسع المعارضة ان تختار الموعد. ولكنهم قادتها لا يرغبون في الانتخابات لأنهم لا يستطيعون الفوز فيها". ورفض في تصريح نقله تلفزيون بلغراد إشراف أي جهة أجنبية على الانتخابات في صربيا. واتخذت الحكومة الصربية أمس مجموعة من الاجراءات الاقتصادية لمصلحة المواطنين ودفعت رواتب المتقاعدين المتأخرة، ما اعتبره المراقبون "ضمن الاجراءات الهادفة إلى امتصاص غضب المتظاهرين والتقليل من المشاركة الشعبية في التجمعات المطالبة باستقالة الرئيس ميلوشيفيتش". وكان استطلاع للرأي العام في صربيا أجراه معهد "بارتز" المستقل، أظهر ان 72 في المئة من المواطنين "يؤيدون تغيير نظام ميلوشيفيتش". وأجري الاستطلاع بين 10 و16 الشهر الجاري على شريحة تمثيلية شملت ألف شخص في صربيا باستثناء كوسوفو. وأظهر الاستطلاع أن 72 في المئة اعتبروا أن "تغيير السلطات القائمة ضروري"، في مقابل 9.18 في المئة رأوا أنه "غير ضروري"، فيما لم يبد 8.8 في المئة أي رأي. واعتبر 71 في المئة من المشاركين في الاستطلاع ان الوضع في البلاد "يتطور في الاتجاه السيئ"، في مقابل 4.14 في المئة اعتبروا أن الوضع "يسير في الاتجاه الصحيح". ولم يبد 7.12 في المئة رأياً حول هذا الموضوع.