أصدرت الكنيسة الارثوذكسية الصربية وثيقة أمس الاربعاء ذكرت فيها أنها ستقاطع التظاهرة المناهضة للحكومة التي قرر تكتل أحزاب "التحالف من أجل التغيير" إقامتها أمام مقر البرلمان في بلغراد الخميس المقبل، "لأن هذه التظاهرة ليست المكان الذي يعبر فيه رئيس الكنيسة البطريرك بافلي عن مواقفه". لكن الوثيقة التي صدرت بعد اجتماع استمر 4 ساعات لأساقفة الكنيسة للبحث في الأزمة في يوغوسلافيا غداة الحرب في كوسوفو، دعت الى "استقالة كل من الرئيسين اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش والصربي ميلان ميلوتينوفيتش وتشكيل حكومة انتقالية واجراء انتخابات مبكرة تخرج صربيا من الأزمة الراهنة". وأضافت ان على ميلوشيفيتش وميلوتينوفيتش ان يقبلا بانتقال السلطة "إذا كانا غير راغبين بتحويل شعبيهما ودوليتهما الى رهائن وجرهما الى خسارة محتمة". وأشارت الوثيقة الى ان التغييرات "التي لا يمكن تفاديها ينبغي ان تحدث فقط بطريقة سلمية وديموقراطية ومن دون عنف". وطلبت من الشعب الصربي ان يكون "على مستوى كرامته ومسؤوليته التاريخية". وناشدت القوى الدولية في كوسوفو وممثلي الأممالمتحدة "وضع حد لحال الرعب والحؤول دون حصول تطهير عرقي شامل ضد الصرب والأقليات الأخرى". وقالت: "إذا كان النظام اليوغوسلافي متهماً بالأخطاء السابقة التي حصلت في كوسوفو فإن مسؤولية الجرائم الحالية تقع على عاتق القوات الدولية التي تسلمت السلطة في الاقليم". وأفاد مطران كوسوفو الاسقف اريتميا بعد مشاركته في الاجتماع انه "لم يتخذ أي قرار ما عدا الدعوة التي وردت في الوثيقة". وقال: "إننا ندعو وننتظر من الرئيسين اليوغوسلافي والصربي ان يسمحا بأسرع وقت ممكن لشخصيات أخرى بتحمل مسؤولية الحكم واخراج الشعب من الطريق المسدود الذي دفع اليه". ورأى مراقبون في بلغراد ان الكنيسة الصربية وجهت صفعة للمعارضة عندما نأت بنفسها عن الصراع بينها وبين الحكومة، ما حرم المعارضة من فرصة التوحد تحت قيادة معنوية لها ثقلها مثل البطريرك بافلي. وفي غضون ذلك، أعلن رئيس حركة التجديد الصربية المعارضة فوك دراشكوفيتش موقفاً مشابهاً للكنيسة عندما أعلن أنه لن يشارك في تظاهرة التحالف من أجل التغيير في بلغراد لأنه "لن يساهم في أي تحرك قد يؤدي الى حرب أهلية في البلاد". بلغراد والتظاهرات وانتقدت حكومة بلغراد استمرار أحزاب المعارضة بالتظاهر واتهمها الناطق باسم الحزب الاشتراكي الحاكم ايفيتسا دايشيتش في تصريح صحافي امس "بالعمالة للغرب وحلف شمال الاطلسي". ومن جهة أخرى، شارك المئات من الاشخاص في تظاهرات نظمها التحالف من أجل التغيير في مدن بيروث جنوب شرقي صربيا وليسكو فاتس جنوب وفالييفو وسط ضد نظام الرئيس ميلوشيفيتش. وبدت التظاهرات في تراجع مستمر اذ انه في ليسكوفاتس 170 ألف نسمة تظاهر حوالى 400 شخص ضد الرئيس ميلوشيفيتش لليوم السابع والثلاثين على التوالي، حسب وكالة بيتا الصربية المستقلة. وذكرت الوكالة ان منظمي التظاهرة في ليسكوفاتس قرأوا رسالة "وقعها 748 اشتراكياً أعضاء في الحزب الاشتراكي بزعامة ميلوشيفيتش يشعرون بخيبة أمل". ولم تذكر الوكالة اسماءهم. وأضافت الوكالة انه في فالييفو تظاهر حوالى مئة شخص احتجاجاً على النظام. كما تظاهر 500 شخص في كراغو ييفاتس 140 كلم جنوب بلغراد للمرة العشرين.