هددت موسكو باستخدام أحدث الأسلحة وبينها القنابل التفريغية لضرب مقاتلين إسلاميين في داغستان. وقدم الطرفان معلومات متضاربة عن الخسائر، وذكرت موسكو ان "العصاة" فقدوا زهاء 500 قتيل بينما أكد الإسلاميون أنهم قتلوا في معركة واحدة، ستين جندياً روسياً ودمروا 12 مصفحة. غدت بلدة تاندو الداغستانية التي توصف بأنها "بوابة الجبال"، مسرحاً لمعارك ضارية منذ يومين. وبعد قصف جوي ومدفعي، صاروخي مكثف، بدأت القوات الروسية أمس الخميس، هجوماً لاحتلال البلدة. لكن زهاء 400 مقاتل إسلامي داخلها، شنوا هجوماً مضاداً، ذكروا على اثره أنهم دمروا 12 دبابة ومصفحة وقتلوا أكثر من 60 عنصراً من القوات الروسية. واعترفت وزارة الدفاع بأن وحدات الجيش والشرطة فقدت خلال الساعات ال24 الماضية، 18 عنصراً بينهم ثمانية في تاندو. وأكدت ان هذه البلدة ما زالت تحت سيطرة "الميليشيات غير الشرعية". وقدر نائب وزير الداخلية الروسي ايغور زوبوف خسائر الإسلاميين بما يراوح بين 400 و500 قتيل، في مقابل 40 قتيلاً و160 جريحاً في صفوف قواته منذ بدء العمليات قبل أسبوعين. وذكر ان القوات الروسية احبطت بالتعاون مع وحدات الشرطة الداغستانية "الخطط الاستراتيجية" للإسلاميين الذين قال إنهم كانوا ينوون السيطرة على أجزاء واسعة من داغستان. وأضاف ان العمليات أدت إلى "تشرذم" المقاتلين وتدمير عدد من قواعدهم وإحراق مستودعات للوقود والذخيرة. وأكدت أجهزة الأمن الروسية ان لديها معلومات أن الإسلاميين يحاولون تخفيف الحصار عن وحداتهم في المناطق الجبلية بشن هجوم في السهول وتنظيم عمليات ارهابية في المدن. وهددت موسكو بأنها ستستخدم في هذه الحال أسلحة حديثة بينها صواريخ انسيابية مماثلة ل"كروز" و"قنابل تفريغية"، قال أحد الخبراء ان انفجار الغاز الذي تتركه في المخابئ والكهوف "لا يبقي من البشر سوى ظلال". وانقضت الفترة التي حددها رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين لتصفية "التمرد". ولكن القيادات العسكرية تشير إلى ان العملية قد تستمر "فترة أخرى" غير محددة. وأشار خبير عسكري تحدثت إليه "الحياة" إلى أن استمرار المعارك حتى حلول الخريف سيجعل الوضع معقداً بالنسبة لموسكو، إذ لن تتمكن وحداتها من استخدام الآليات في المناطق الجبلية إذا بدأ موسم الامطار والوحل والثلوج. وأضاف ان الهدف حالياً يتمثل في إنزال ضربات جوية وصاروخية مكثفة ل"إبادة" المقاتلين أو ارغامهم على الانتشار ثم القيام بعمليات "تمشيط"، إضافة إلى السيطرة على الممرات التي تقود إلى جمهورية الشيشان لمنع وصول الامدادات. ومن جهة أخرى، تحاول موسكو وقف الدعم الذي يحتمل ان يحصل عليه الإسلاميون من الخارج. ونقلت وكالة "انترفاكس" عن مصادر في الاستخبارات ان شامل باسايف حصل على 25 مليون دولار من "جهات أجنبية" للقيام بالهجوم في داغستان. ونشرت صحيفة "فريما" الروسية ان جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "موساد" سيساعد روسيا في محاربة الإسلاميين. وقالت إن وزير الخارجية الإسرائيلي ديفيد ليفي وعد بذلك السفير الروسي في تل أبيب ميخائيل بوغدانوف. ومعلوم ان الروس يؤكدون وجود فلسطينيين وعرب آخرين بين المقاتلين في داغستان.