بعد تمهيد جوي ومدفعي استمر يومين اعلن رئيس الوزراء المكلف فلاديمير بوتين، امس، بدء "العملية الموسعة" للاجهاز على المسلحين الاسلاميين في داغستان. وفيما هدد بقصف قواعدهم في الشيشان، ردت غروزني بغضب مهددة ب"تغيير موقفها" من الاحداث. راجع ص8 واعتبرت موسكو معارك الأيام الماضية "استطلاعية" على رغم ان وحدات من الجيش شاركت فيها ونقلت قطعات من مناطق مختلفة بينها سيبيريا والاورال لتعزيز المجموعة الفيديرالية في داغستان. وكشفت مصادر عسكرية ان القيادة الميدانية التي كانت تستخدم طائرات "سوخوي 25" الانقضاضية المسلحة بالصواريخ الخفيفة والرشاشات اخذت تزج في المعارك بقاذفات "سوخوي 24" التي قال شهود انها استخدمت قذائف موجهة بالليزر ذات قدرة اختراقية عالية، وهي من النوع الذي استعمل لقصف مخبأ الجنرال جوهر دودايف في غروزني في بداية الحرب الشيشانية، اضافة الى قنابل تنفجر في اماكن مغلقة كلياً او جزئياً وتحدث دماراً هائلاً. وذكرت وزارة الداخلية الروسية ان المسلحين الاسلاميين فقدوا حتى الآن 200 قتيل وأكثر من 300 جريح. واللافت ان موسكو اعترفت بوجود معدات ثقيلة لدى المسلحين اذ ذكرت انها دمرت دبابتين و4 مدافع مضادة للجو. لكن ناطقاً باسم "مجلس الشورى" الداغستاني نفى ان يكون المقاتلون تكبدوا خسائر كبيرة. وقال ان عدد القتلى لم يتجاوز 12 فرداً الى جانب زهاء 30 جريحاً. ولم تتوافر معلومات من اطراف محايدة عن الخسائر. وقد تدخل الاشتباكات طوراً جديداً وخطيراً في حال تنفيذ رئيس الحكومة الروسية تهديده بضرب "قواعد الارهابيين حيثما كانت". وهو قال ان الشيشان "ارض روسية وسننزل ضربات في أراضيها اذا كانت فيها قواعد". ووعد بأن العملية "الموسعة" التي قال انها بدأت امس ستنجز "في اقصر وقت وبأقل قدر من الخسائر". ورد الممثل العام للجمهورية الشيشانية مايربك فاتشاغايف بعنف على بوتين، مؤكداً ان رئيس الوزراء الروسي "يعتقد ان كل شيء مسموح به". وذكر ان قصف الأراضي الشيشانية سيكون "نهاية" بوتين. وزاد ان الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف ظل يعتبر الاحداث "شأناً داخلياً" لروسيا وداغستان ولكنه "سيغير موقفه" اذا قصفت مناطق شيشانية. وفي تحذير سافر قال فاتشاغايف ان روسيا فقدت حتى الآن ست مروحيات "وإذا ارادت فسنجعل طائراتها تتساقط كالمطر". وأكد قائد قوات الحدود الشيشانية حميد دالايف ان طابوراً من الدبابات الروسية دخل فعلاً اراضي الجمهورية، وحاول "استفزاز مقاتلينا لكي يطلقوا النار" ولكنهم حينما لم يفعلوا انسحبت الدبابات بعدما قامت بعمليات استطلاعية. والى جانب الشيشانيين تتهم موسكو جهات اخرى بدعم المسلحين. اذ نقلت صحيفة "كوميرسانت" عن مصادر امنية ان "بلداناً عربية" تمول المجاهدين وتدفع لكل منهم 100 دولار شهرياً و300 دولار عن كل اصابة فيما تتقاضى عائلة الشهيد 1000 دولار. وهذه المبالغ تعد مرتفعة في داغستان حيث تبلغ نسبة البطالة 80 في المئة، ولا يتعدى متوسط الدخل الشهري للعاملين 25 دولاراً.