طهران، واشنطن، تل ابيب - "الحياة"، أ ف ب - أعلنت الاذاعة الايرانية امس ان وزارة الخارجية الايرانية رفضت طلباً قدمته واشنطن الى طهران لاطلاق 13 ايرانياً يهودياً معتقلين بتهمة التجسس لاسرائيل، في حين كشفت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية "اتصالات سرية" فاشلة بين السلطات الايرانية وزعماء اليهود الايرانيين في الخارج سبقت اعتقال هؤلاء. واكدت ان هدف طهران كان طلب دعم لتحريك قروض من البنك الدولي، مشيرة الى ان محسن هاشمي نجل الرئيس الايراني السابق هاشمي رفسنجاني قد يلتقي في بلجيكا الاسبوع المقبل اثنين من زعماء اليهود الاميركيين من اصل ايراني. وأفاد التقرير ان وزارة الاستخبارات الايرانية تجري في لندن منذ سنوات حواراً مع اليهود الايرانيين المهاجرين. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية ل"الحياة" ان الادارة، على رغم اعتراضها بقوة على اعتقال اليهود ال13، لا تعتبر اطلاقهم شرطاً لتحسين العلاقات مع ايران. وكان الناطق باسم الخارجية الايرانية حامد رضا آصفي اكد ان اليهود ال13 "يتمتعون بحماية كاملة من القضاء، مثل اي متهم آخر في الجمهورية الاسلامية، بمعزل عن ديانتهم". ودعا الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية جيمس روبن الحكومة الايرانية ليل الاربعاء الى "احترام تعهداتها حماية حقوق الأقليات الدينية والعرقية، عبر الافراج عن هؤلاء الاشخاص اليهود والتأكد من انهم لن يتعرضوا لأي أذى". وحذر آصفي الولاياتالمتحدة من "أي تدخل في الشؤون الداخلية لايران"، معتبراً ان تصريحات روبن "تستند الى احكام مسبقة أدلى بها من دون ان يجمع معلومات كافية، كما لو اننا نطلب من الولاياتالمتحدة اطلاق متهمين بالتجسس لديها، حتى قبل محاكمتهم". وشدد على ان "القضاء الايراني سيؤدي مهمته باستقلال تام". ونفى روبن مجدداً انهم كانوا يتجسسون في ايران لحساب الولاياتالمتحدة، علماً انهم اعتقلوا في شباط فبراير وآذار مارس، ولم يعلن توقيفهم الا في حزيران يونيو بعدما كشفت وسائل الاعلام الغربية هذه القضية. الى ذلك أفادت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية امس ان اتصالات سرية اجريت بين السلطات الايرانية وقادة الطائفة اليهودية الايرانية في الخارج، من دون ان تسفر عن اي نتيجة، قبل اعتقال اليهود ال13 في ايران. وأضافت ان ايران كانت تنتظر كما يبدو تدخلاً من يهود الشتات من اصل ايراني، لتحريك قروض تتوقعها طهران من البنك الدولي واليابان. وتابعت ان ايران اعربت عن أملها بتدخل اليهود من اصل ايراني لمطالبة الطائفة اليهودية في شيراز ثلاثة آلاف شخص بممارسة شعائرها الدينية في شكل اكثر سرية. وأوضحت الصحيفة ان السلطات الايرانية خاب أملها من نتائج هذه الاتصالات السرية، وان اعتقال اليهود ال13 في شيراز يمكن النظر اليه في هذا الاطار. وأكدت ان وزارة الاستخبارات الايرانية تجري منذ اربع سنوات حواراً منتظماً مع اليهود الايرانيين في الشتات، مشيرة الى ان الاتصالات جرت في لندن بين المسؤول في الوزارة حسين صادر زادن والمحامي البريطاني من اصل يهودي ايراني حميد صابي، وتناولت منح اذونات خروج ليهود ايرانيين للقاء اهاليهم الذين هاجروا. ولفتت الى ان هذه الاتصالات لم تحل دون اعدام اربعة او خمسة يهود ايرانيين خلال السنوات الأربع الماضية، بعد ادانتهم بالتجسس او اجتياز الحدود من دون اذن. وتابعت الصحيفة ان صادر زادن طلب في آب اغسطس 1998 من صابي الحصول على دعم اليهود الايرانيين في الشتات، الذين يعيش عدد كبير منهم في الولاياتالمتحدة، للطلب من الطائفة اليهودية في شيراز ان تمارس شعائرها الدينية بتحفظ. ونقلت "هآرتس" عن صادر زادن قوله: "عليكم كبحهم والا سنقوم نحن بذلك". وأكدت ان تدخل المسؤولين اليهود في لوس انجيليس جرى بواسطة زعيم الطائفة اليهودية في طهران بارفيس يشعيا، لكن يهود شيراز "لم يلتزموا توصيات يشعيا لأنهم يعتبرونه متعاوناً مع السلطات". واضاف تقرير الصحيفة انه بعد الاعتقالات وكشفها حاول اليهود الاميركيون من اصل ايراني، الذين انقسموا على هذه القضية، التدخل لدى الرئيس الايراني السابق هاشمي رفسنجاني. وذكرت "هآرتس" ان هذه الاتصالات تمت بواسطة سيدة أعمال ايرانية لم تكشف هويتها ومحسن هاشمي، احد ابناء رفسنجاني، وخلالها ظهر طلب التدخل لدى البنك الدولي والحكومة اليابانية في موضوع القروض. وكتبت الصحيفة ان "ذلك حوّل جميع اليهود الايرانيين الى رهائن محتملين في كل مرة يطلب فيها النظام الايراني اي شيء. اما الرد الذي تلقاه رفسنجاني فكان ان ليس هناك اي شيء للمناقشة في هذا الخصوص". وخلصت الى ان الاتصالات لم تنقطع، مؤكدة ان اثنين من زعماء اليهود الأميركيين قد يلتقيان الاسبوع المقبل في بلجيكا نجل رفسنجاني بالاضافة الى احد معاونيه الرئيسيين.