بغداد - أ ف ب - أفادت صحف بغداد أمس أن الحكومة العراقية اتخذت منذ الأسبوع الماضي اجراءات أمنية ودفاعية على الحدود ل "قبر المؤامرة" وإحباط أي محاولة لزعزعة الاستقرار الداخلي. ونشرت الصحف نص رسالة بعث بها نائب رئيس مجلس قيادة الثورة عزت إبراهيم الدوري إلى الرئيس العراقي صدام حسين الذي اتخذ في 16 كانون الاول ديسمبر الماضي قبل ساعات من بدء الغارات الاميركية - البريطانية على العراق قراراً بتقسيم العراق أربع مناطق في إطار خطة دفاعية، وكلف الدوري قيادة المنطقة الشمالية. وأشارت الرسالة إلى أن "المهمات الأمنية اعطيت لمختلف الشرائح من متطوعين وفدائيين وعشائر، ورسمت لها مدياتها ليكون الدفاع عن كل قرية وقصبة بل حتى عن كل زقاق في مدينة". وجاء في الرسالة ان العراقيين "عقدوا العزم لقبر المؤامرة الاميركية - الصهيونية - البريطانية الغاشمة حتى يتحقق النصر الكامل بإذن الله، ويتحطم جدار الحصار على رؤوس الاشرار الطغاة". واضاف الدوري مخاطباً صدام "ان جنودك البواسل سيفوتون على الاعداء أي فرصة". وأكد أن أفراد القوات العراقية المسلحة كلفوا الانتشار على حدود المنطقة الشمالية، فيما كلف اعضاء حزب "البعث" الحاكم بمهمة ضمان مواصلة الحياة داخل المدن "واحباط أي محاولة تخدش وجه نينوى وكركوك في الشمال وسمعتهما الى الابد". ونشرت الصحف رد صدام على رسالة الدوري، وجاء فيه: "الحمد لله ان شد ازرنا برجال مؤمنين صادقين بما عاهدوا الله عليه وعاهدونا عليه". وشاهد الصحافيون الأحد اجراءات مماثلة لتلك التي وصفها الدوري في مدينة البصرة، حيث انتشر الجنود بكثافة، كما انتشر مسلحون من أبناء العشائر. وأفادت الصحف العراقية عن اجتماعات عقدت بين قادة المناطق العسكرية وأعضاء حزب "البعث" ووجهاء العشائر في كل المناطق لبحث وسائل الدفاع عن العراق. وكان الرئيس العراقي كلف الفريق أول علي حسن المجيد بقيادة المنطقة الجنوبية، فيما كلف وزير الدفاع سلطان هاشم احمد قيادة منطقة بغداد، وكلف عضو مجلس قيادة الثورة محمد حمزة الزبيدي قيادة منطقة الفرات الأوسط. وأكدت بغداد ان الطائرات الاميركية ألقت منشورات معادية للنظام فوق جنوبالعراق أثناء عملية "ثعلب الصحراء" التي استمرت سبعين ساعة. وأوضح الجنرال هنري شيلتون رئيس اركان الجيوش الاميركية أن هذه المنشورات القيت فوق وحدات للحرس الجمهوري في الجنوب تدعوهم الى البقاء في امكانهم من أجل تفادي التعرض للضربات الاميركية والبريطانية. وأدت عمليات القصف الى قطع خطوط الاتصال بين بغداد وبقية المحافظات. وكتبت صحيفة "القادسية" الرسمية أمس ان "بطولة الشعب العراقي كشفت ضعف المخطط الاجرامي الأميركي - البريطاني، وأحبطت محاولة تحطيم الرابطة بين صدام وشعبه".