كابول - أ ف ب - افادت مصادر افغانية وباكستانية امس ان الافاً عدة من الاسلاميين القادمين من باكستان يتوجهون الى افغانستان حيث تستعد ميليشيا حركة "طالبان" لشن هجوم جديد على قوات المعارضة بزعامة القائد احمد شاه مسعود. وقال الناطق الرئيسي باسم "طالبان" عبدالحي مطمئن لوكالة "فرانس برس" ان هؤلاء الاسلاميين "قادمون، لكن لا اعرف عددهم بالتحديد"، مشيراً الى ان هذه التعزيزات تضم في غالبيتها مقاتلين من الافغان. وكانت مصادر دينية في شمال غرب باكستان اكدت اول من امس ان الافاً عدة من الطلاب غادروا المدارس القرآنية في المنطقة خلال الايام الاخيرة من اجل الانضمام الى قوات "طالبان" وتقديم الدعم اليها، خصوصاً بعد الصعوبات التي واجهتها في الاسابيع الاخيرة ازاء قوات مسعود. وقالت صحيفة "ذو نيوز" الباكستانية في اليوم نفسه ان خمسة الاف مقاتل اسلامي توجهوا الى افغانستان مشيرة الى انهم من اصل افغاني. واعتبر مطمئن لدى الاتصال به في قندهار، مقر القيادة العام لحركة طالبان في جنوب البلاد، ان هذا الرقم "مبالغ به". لكنه اضاف ان قدوم تعزيزات من باكستان امر مألوف. ويعيش اكثر من مليون لاجىء افغاني في المناطق الباكستانية المحاذية لافغانستان منذ الحرب ضد الاتحاد السوفياتي سابقاً في الثمانينات. وقال مطمئن ان "الطلاب الافغان في المدارس القرآنية يتصرفون على هذا النحو كلما تزايدت حدة المعارك في بلادهم"، مشيراً الى ان "قلة من الباكستانيين يتطوعون من تلقاء انفسهم لاننا لم نطلب منهم المجيء ابداً". وكانت حركة "طالبان"، التي تسيطر على 80 في المئة من البلاد شنت في اواخر تموز يوليو الماضي هجوماً على مواقع لقوات مسعود في شمال كابول بهدف "القضاء على المعارضة نهائياً". لكن، وبعدما سيطرت على وادي شومالي الاثنين الماضي وارغمت مسعود على التراجع الى معقله في وادي بانشير، تراجعت الميليشيا الى مواقعها السابقة بعد هجوم خاطف خسرت خلاله مئات العناصر اكثر من الفين بحسب مصادر المعارضة. من جهته، اعلن مولانا سميع الحق، مدير احدى المدارس القرآنية في باكستان، ان وفداً من قبل القائد الاعلى لحركة طالبان الملا محمد عمر طلب ارسال هذه التعزيزات في الايام الاخيرة. واضاف ان "هؤلاء الطلاب يأتون طوعاً الى افغانستان للمشاركة في الجهاد". وصرح خبير في الشؤون العسكرية ان هذه التعزيزات الجديدة، "وهي على الارجح من المقاتلين الذين لا يتمتعون بخبرة"، ستوكل اليها مهمة "السيطرة" على المناطق المحتلة من اجل "السماح لمقاتلي طالبان" بشن هجمات على قوات مسعود. وقدّر هذا الخبير عديد قوة الميليشيا في شومالي بنحو 20 الف عنصر "ربعهم ربما من الاجانب"، في مقابل ستة الاف عنصر يشكلون قوات مسعود. واعتبر ان هذه التعزيزات ستمكّن ميليشيا "طالبان" من احراز تقدم ميداني بنسبة اربعة في مقابل واحد، مما "يزيد احتمال انتصارها الى حد كبير"، مشيراً الى ان "النسبة الضرورية للنجاح في مثل هذا النوع من الهجمات هي ثلاثة في مقابل واحد كحد ادنى". وغالباً ما اتهمت المعارضة الافغانية ومصادر غربية باكستان، وهي احدى الدول الثلاث الوحيدة التي تعترف بنظام "طالبان"، بدعم الميليشيا عسكرياً، وهو ما تنفيه اسلام اباد ولو انها تقر بانه بامكان مقاتلين باكستانيين المحاربة الى جانب الميليشيا الاصولية.