حذرت طهران حركة "طالبان" الافغانية، امس، من القيام "بأي عمل عدواني" ضد ايران، وطلبت اطلاق 11 ديبلوماسياً ايرانياً محتجزين في مزار الشريف "فوراً". واتهمتها ايضا بقصف مواقع حدودية ايرانية. واكدت حركة "طالبان" بدورها ان قواتها التي أطبقت على مطار مزار الشريف في شمال افغانستان صادرت طائرتين عسكريتين للنقل تابعتين لسلاح الجو الايراني كانتا تحملان أسلحة ومعدات. تفاصيل اخرى ص7 ووصف رئيس مجلس الشورى ناطق علي نوري أ ف ب، رويترز تصرفات الحركة بأنها "أعمال عدائية" تجاه ايران. واعتبر انه "ليس في استطاعة أي طرف اقامة السلام والهدوء في افغانستان بواسطة القوة وبمساعدة الأجانب". الى ذلك ندد الرئيس محمد خاتمي بجرائم "الإبادة والقتل والنهب" التي قال انها ترتكب باسم الاسلام في افغانستان. ونقلت عنه الاذاعة الايرانية قوله: "أكثر ما يؤلمنا هو ان جرائم الإبادة والقتل والنهب التي تشهدها افغانستان حالياً ترتكب باسم الاسلام". واتهمت الاذاعة الايرانية قوات "طالبان" بأنها قصفت بالمدفعية مساء الجمعة، مراكز غالي - أكبر وبيتش - رباب الحدودية الايرانية في منطقة طايباد في شرق البلاد. واضافت ان "حرس الحدود الايرانيين ردوا بقوة على هذا القصف" من دون ان تعطي المزيد من التفاصيل. ومن جهة أخرى، أعلن ممثل الحكومة الايرانية في افغانستان علاء الدين بوروجردي ان طهران أجرت اتصالاً "مباشراً" بحركة "طالبان" من أجل "الإفراج الفوري" عن الديبلوماسيين الايرانيين الذين تحتجزهم منذ أول من أمس في مزار الشريف. فيما أعلنت وكالة الانباء الاسلامية الافغانية مقرها في باكستان ان قوات "طالبان" شنت أمس هجوماً على قوات المعارضة في شمال العاصمة كابول، ونقلت عن ناطق تحدث من مقر الحركة في مدينة قندهار الجنوبية ان قواتها هاجمت مواقع أحمد شاه مسعود القائد العسكري للحكومة الافغانية المخلوعة. وأعلنت المعارضة بدورها ان قواتها تعد لهجوم مضاد لاستعادة مزار الشريف. وفي اسلام اباد أكد القيادي في "طالبان" مولانا نقيب الله، الذي وصل الى العاصمة الباكستانية مباشرة من قندهار، لپ"الحياة" ان قوات حركته صادرت طائرتين ايرانيتين محملتين أسلحة في مطار مزار الشريف واعتقلت "عدداً من العناصر الايرانيين"، ونفى معلومات المعارضة عن وجود معارك ضارية. وذكرت مصادر افغانية وباكستانية مستقلة ان المقاتلين الذين شنوا الهجوم على مزار الشريف كان يقودهم الملا محمد فاضل 30 عاما بعدما نجح الشهر الماضي في السيطرة على محافظتي فارياب وجوزجان الشماليتين. وتابعت ان "طالبان" أصبحت تسيطر الآن على 90 في المئة من أراضي أفغانستان. الى ذلك اعلن الوزير المفوض القائم بأعمال السفارة الافغانية التابعة لحكومة "طالبان" في الرياض مولوي شهاب الدين دلاور ان قوات الحركة تقدمت بعدما فكت الحزام الامني الذي فرضته قوات المعارضة في جبهة باغرام شمال كابول.