اسلام آباد - أ ف ب، أ ب، رويترز - قال رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف امس في خطاب لمناسبة الذكرى الثانية والخمسين للاستقلال ان بلاده "سترد بقوة" على أي عدوان عسكري جديد من قبل الهند. في غضون ذلك، شدّدت السلطات الهندية اجراءاتها الامنية في كشمير اثر مقتل خمسة جنود واصابة 16 اخرين في هجمات شنها المقاتلون المسلمون عشية الاحتفال بذكرى استقلال الهند. وحذر شريف من ان بلاده لا يمكن ان تبقى صامتة بينما تقترف الهند "مذابح" بحق المسلمين في كشمير. وقال ان اسقاط طائرة تابعة للبحرية الباكستانية أظهر ان الهند غير جادة في شأن تحقيق السلام، لكن "لكل شىء حدوداً، وان "الصبر وضبط النفس هذا من باكستان ازاء الاستفزازات ينبغي الاّ يعتبر علامة ضعف". وكانت الطائرة تحطمت الثلثاء الماضي في دلتا نهر الاندوس ما ادى الى قتل 16 شخصاً كانوا على متنها في ما وصفته اسلام اباد بانه "اغتيال وحشي وعدوان لم يسبقه استفزاز". ووسط تصفيق المسؤولين الكبار المجتمعين في المناسبة، وبينهم العديد من العسكريين، اطلق شريف تحذيره قائلاً "ينبغي الاّ يكون هناك أدنى شك: اذا ما دفعونا الى الحرب، فان باكستان قادرة تماما على الرد بقوة". وقال شريف في كلمة بُثّت من امام مبنى البرلمان في اسلام آباد ان "القوات الهندية تقتل الكشميريين الابرياء. انهم يطلقون الرصاص على الشبان الكشميريين الذين يطالبون بحقهم في تقرير المصير. لا يمكن ان نظل مراقبين صامتين". واضاف ان حادث اسقاط طائرة الاستطلاع الباكستانية من قبل القوات الهندية الثلثاء الماضي "يكشف من الذي يتطلع الى السلام ومن الذي يريد تدمير السلام". وكانت الطائرة تحطمت في دلتا نهر الاندوس ما ادى الى قتل 16 شخصاً كانوا على متنها في ما وصفته اسلام اباد بانه "اغتيال وحشي وعدوان لم يسبقه استفزاز". وذكر شريف، وهو يقرن نداءاته من اجل السلام بحديث صارم بشأن القوة العسكرية لبلاده، ان باكستان تصرفت بطريقة مسؤولة تجاه الهند منذ ان اظهرت قوتها النووية في التجارب التي اجرتها في العام الماضي. وقال "تصرفنا بمسؤولية وصبر بعدما اصبحنا قوة نووية ولا نزال نتصرف بالطريقة ذاتها. لكن هناك حدود لكل شىء". ولفت شريف الى ان السلام في جنوب آسيا لن يكون ممكناً الى ان تسوي الهند نزاعها المستمر منذ 52 عاماً بشأن كشمير التي تسببت في اثنين من ثلاثة حروب بين البلدين منذ الاستقلال عن بريطانيا. وقال ان قرار باكستان في 4 تموز يوليو الماضي العمل على تأمين انسحاب متسللين باكستانيين من مرتفعات كارجيل الاستراتيجية في الهند لتجنب نشوب حرب رابعة بين البلدين أظهر رغبة اسلام آباد في العمل من اجل السلام مع الهند. واضاف ان المواجهة العسكرية الاخيرة حول تلك المرتفعات، التي كانت اسوأ مواجهة في 30 عاماً، سوف تذكّر ببسالة المجاهدين الكشميريين والجيش الباكستاني. واشاد شريف بقتلى الحرب ومن ضمنهم حوالي 200 جندي تقول باكستان انهم قتلوا في هجمات هندية عبر خط الهدنة الذي يقسم كشمير. وتصر باكستان على ان المقاتلين الذين استولوا على مرتفعات كارجيل كانوا مجاهدين كشميريين، وترفض الاتهامات الهندية والغربية بأن رجالاً من قواتها المسلحة شاركوا في العملية. وقال شريف "لقد سعينا دائماً لحل نزاع كشمير بطريقة سلمية. وكان النداء الى المجاهدين بالانسحاب من مرتفعات كارجيل يهدف ايضاً الى تخفيف التوتر وتمهيد الطريق لاجراء محادثات". ورفضت الهند دعوة اجراء محادثات قائلة انه يتعين على باكستان منع المتشددين الكشميريين من دخول الاراضي التي تسيطر عليها الهند في كشمير وتقدر بثلثي اراضي الاقليم. واثار قرار شريف سحب المتسللين احتجاجات واسعة من احزاب اسلامية اتهمته بخيانة الكشميريين وإدارة ظهره لمحنتهم. وفي سريناغار، العاصمة الصيفية لولاية كشمير الهندية، اوضح ناطق باسم الشرطة ان عناصر من المقاتلين المسلمين هاجموا بالقذائف والاسلحة الخفيفة معسكراً للجيش الهندي في مناسبال قرب سريناغار في ساعة مبكرة صباح امس مما ادى الى مقتل ثلاثة جنود واصابة تسعة اخرين. وفي شمال الولاية، في منطقة كوبوارا قرب الحدود الباكستانية، نصب متمردون مكمناً لدورية عسكرية ما اسفر عن سقوط قتيلين وسبعة جرحى. وافاد الناطق من جهة اخرى انه تم تعطيل قنبلة في سريناغار. وجاء هذا التصعيد للعنف في كشمير عشية ذكرى استقلال الهند التي تصادف اليوم، اذ تحاول تنظيمات المقاتلين الكشميريين كل عام تخريب الاحتفالات بهذه الذكرى. كما اعلن ناطق باسم الجيش الهندي ان المروحيات التابعة للجيش بدأت جولات استطلاعية في ولاية آسام امس تحسباً لاي هجمات يشنها متمردون في الولاية. ودعا ما لا يقل عن اثنتي عشرة مجموعة من المتمردين الذين يطالبون باستقلال الولايات السبع في شمال شرقي البلاد الى مقاطعة الاحتفالات. ووضعت قوى الامن في حال التأهب القصوى في المنطقة، مع تجنيد نحو 50 الف جندي وشرطي في مواقعهم. يذكر ان اكثر من عشرة الاف شخص راحوا ضحية اعمال العنف الناجمة عن حركات التمرد في ولاية آسام وغيرها في السنوات العشر الماضية.