لوّحت مصادر الحكومة الباكستانية باستخدام كل الاسلحة التي في حوزتها بما فيها الخيار النووي في حال تعرّض امنها القومي الى الخطر. وقال وزير الشؤون الدينية راجا ظفر الحق امام مجلس الشيوخ الباكستاني ان "كشمير والامن القومي رديفان، ولن نعبأ بأي تهديدات". وجاء ذلك في وقت كثّفت القوات الهندية عملياتها العسكرية في محاولات يائسة لطرد المقاتلين الكشميريين المتحصنين في جبال كارغيل الاستراتيجية في الشطر الهندي من كشمير. واعلن ناطق باسم المقاتلين الكشميريين ان قواته اسقطت طائرة هندية من طراز "جاغور" رافضاً تقديم اي معلومات عن السلاح الذي استُخدم لإسقاط هذه الطائرة المتطورة الفرنسية الصنع. واذا صحّ النبأ الذي سارعت الهند الى نفيه، يكون عدد الطائرات الهندية التي أُسقطت خلال الازمة الاخيرة ارتفع الى ست طائرات بينها طائرتان اسقطتهما باكستان والبقية اسقطتها القوات الكشميرية التي تقاتل القوات الهندية. وجدّد رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف بعد عودته من زيارة للصين امس، دعوة بلاده الى حل سلمي للازمة الكشميرية، مشدداً على ربط مسألة كارغيل مع الازمة الكشميرية بشكل كلي. ورأى مراقبون ان التلويح الباكستاني بالسلاح النووي يهدف الى الضغط على المجتمع الدولي للتحرك نحو حل المسألة الكشميرية على اساس ان التلويح بهذا السلاح يدقّ نواقيس الخطر في غير دولة، خصوصاً وان الهند ترفض اي وساطة دولية لحل نزاعها مع باكستان كما ترفض الدخول في مفاوضات قبل طرد المقاتلين الكشميريين من المناطق التي سيطروا عليها الشهر الماضي. وقال الناطق باسم سلاح الجو الهندي أركي دينغرا ان مقاتلاته شنّت لليوم الرابع على التوالي غاراتها على المقاتلين لحرمانهم من التقاط انفاسهم واعادة تنظيم انفسهم، بينما برر وزير الداخلية الهندي المسؤول عن الملف الكشميري في الحكومة الهندية لال كريشان أدفاني تباطؤ الجيش الهندي في التقدم نحو مواقع المقاتلين الكشميريين بالرغبة في تفادي الخسائر البشرية التي يمكن ان يُسببها اي تسرّع في التعامل مع هذه العملية. وقدّر ناطق عسكري هندي عدد القتلى في صفوف قواته منذ اندلاع الازمة ب201 جندي اضافة الى 384 جريحاً وتسعة جنود مفقودين. لكن زعيم حركة المجاهدين الكشميرية ملاّ فضل الرحمن خليل الذي تقاتل قواته في كارغيل، ابلغ "الحياة" ان قتلى الهنود بالمئات و"لدينا اكثر من خمسين اسيراً هندياً حتى الآن". وتواصل القصف المدفعي بين القوات الهنديةوالباكستانية امس، ونفى الناطق العسكري الباكستاني في تصريحات ل"الحياة" ان يكون القصف الباكستاني للتغطية على نشاطات المقاتلين الكشميريين وتعهد بوقف القصف الباكستاني حالما يتوقف القصف الهندي على الاراضي الباكستانية. ودعا مؤتمر عموم الاحزاب الكشميرية الذي يضم ثلاثة عشر حزباً كشميرياً في سريناغار امس، الى اضراب شامل احتجاجاً على "الوحشية الهندية والتطهير العرقي الذي تمارسه الهند ضد الكشميريين، خصوصاً بعد مقتل 18 شخصاً من عائلة واحدة اقرباء لمجاهدين كشميريين". ونظّمت تنظيمات نسائية كشميرية وباكستانية في اسلام آباد، تظاهرات ضد السياسة الهندية في كشمير مطالبة بالحرية. وقدّمت مذكرات احتجاج للسفارة الهندية وبعثة الاممالمتحدة.