كابول - رويترز، أ ف ب - بدأ مقاتلو حركة "طالبان" أمس الخميس عمليات تطهير ضد قوات المعارضة بقيادة أحمد شاه مسعود بعد الاستيلاء على قرى عدة في هجوم شمال العاصمة. وقال أحد مقاتلي الحركة في المنطقة للصحافيين: "قررنا تطهير هذه القرى من الاسلحة وفلول قوات المعارضة قبل التحرك الى أمام". وباتت "طالبان" حالياً قرب ملتقى طريقين سريعين رئيسيين يتجهان من كابول شمالاً الى قاعدة مسعود الجوية في باغرام التي تبعد 50 كيلومتراً شمال كابول. واعترفت أمس المعارضة الافغانية بخسارة مواقع في المنطقة، مؤكدة ان "طالبان" تمارس فيها سياسة "الارض المحروقة"، وهو اتهام نفته الحركة. واكد ناطق باسم المعارضة في بيان ان ميليشيات "طلاب الفقه" الحاكمة في كابول احرقت المنازل ودمرت المحاصيل في المناطق التي احتلتها لردع السكان الذين هربوا من المعارك عن العودة. واكد بيان الناطق باسم احمد شاه مسعود ان "هدف العدو الذي لوحظ في قلقان وغولدارا وداكو واستاليف هو بوضوح اكمال عملية النقل القسري للمدنيين بمن فيهم النساء والاطفال". واعترفت المعارضة بان قواتها انسحبت من المنطقة بسبب "عمليات قصف استخدمت فيها قوات مشتركة من طالبان وباكستان قنابل انشطارية". ونفت باكستان دائماً اشتراك قواتها المسلحة في النزاع الافغاني، لكنها أقرت بإمكان قيام اسلاميين باكستانيين بالقتال الى جانب قوات طالبان. وتؤكد مصادر متطابقة ان مئات بل الاف من الاسلاميين الباكستانيين يحاربون الى جانب قوات "طالبان". واكدت المعارضة الافغانية في بيانها ان "نحو الفين من الباكستانيين، بينهم ضباط سابقون وعناصر نظامية وشبه عسكرية، ومقاتلون عرب وقوات طالبان قتلوا منذ الرابع من آب اغسطس الجاري". وكانت حركة "طالبان" التي تسيطر على اكثر من 80 في المئة من الاراضي الافغانية، شنت ليلة 27- 28 تموز يوليو هجوماً عاماً على قوات مسعود شمال العاصمة. وبعد انتصارات اولية اضطرت قوات "طالبان" الى الانسحاب الى مواقعها السابقة الخميس الماضي اثر هجوم مضاد ناجح للقائد مسعود، آخر زعيم حرب يقاوم "طالبان" ويحول دون بسط هيمنتها الكاملة على البلاد. وفر ما لا يقل عن مئة الف شخص، استناداً الى مصادر مستقلة، و250 الفاً استناداً الى المعارضة، من منطقة القتال في حين شرعت قوات "طالبان" خلال تقدمها في اجلاء ما تبقى من السكان وجميعهم تقريباً من النساء والاطفال. واقر وزير اعلام حركة "طالبان" الملا أمير خان متقي بهذا النزوح القسري الذي برره ب "أسباب أمنية".