أعلنت الحكومة السودانية وقفاً شاملاً لإطلاق النار من جانب واحد ابتداء من اليوم الثلثاء في كل مناطق العمليات في جنوب البلاد، الأمر الذي وصفه المتمردون بأنه "مناورة اعلامية". وقالت ان الخطوة اتخذت حرصاً على انجاح المفاوضات التي تبدأ اليوم مع "الحركة الشعبية لتحرير السودان". وأفاد بيان حكومي أمس ان الهدف من توسيع الهدنة التي وافق الجانبان مسبقاً على ان تكون لثلاثة اشهر هو توفير "المناخ المناسب لإيصال الإغاثة للمتضررين والمحتاجين". واعربت الحكومة السودانية في بيان أصدره مجلس الوزراء، عن الأمل في ان يتجاوب "الجيش الشعبي لتحرير جنوب السودان"، الجناح العسكري لپ"الحركة الشعبية" مع هذه الخطوة الحكومية "لتتحول موافقتها السابقة على الوقف الجزئي لإطلاق النار الى وقف دائم". وأهابت بالمجتمع الدولي "مضاعفة الجهود لتوفير المواد الاغاثية للمتضررين وآليات النقل من داخل البلاد"، مؤكدة استعدادها للتعاون مع الجهود الدولية في هذا الشأن. ودعا البيان الذي تلاه وزير الثقافة والاعلام الدكتور غازي صلاح الدين في مؤتمر صحافي بثه مباشرة من محطات الاذاعة والتلفزيون، الى إلغاء المقاطعة الاقتصادية للسودان "لتأثيرها السلبي" على عمليات نقل الاغاثة، خصوصاً في مجال النقل عبر السكك الحديد بسبب صعوبة الحصول على قطع الغيار الضرورية لتشغيل القطارات. وانتقد الوزير السوداني في رده على أسئلة الصحافيين، الموقف الاميركي من السودان. ونفى ان تكون الولاياتالمتحدة أقامت جسراً جوياً لإغاثة الجوعى في جنوب السودان. وقال ان الدعم الاميركي أعلن "بصورة دعائية"، ونوه بالدعم العربي الذي "بدأ في التوافد على الخرطوم بمبادرة من دولة الامارات" العربية المتحدة. ودعا وزير الدولة في الخارجية السودانية السيد علي النميري عبر المؤتمر الصحافي الأممالمتحدة والجامعة العربية ومنظمة الوحدة الإفريقية ومنظمة المؤتمر الاسلامي وكل المنظمات الدولية والاقليمية الى التجاوب مع الخطوة الحكومية وممارسة ضغط على "حركة التمرد" لاتخاذ موقف مماثل بوقف الحرب في الجنوب. وجدد الوزير ثقته في منظمات الأممالمتحدة العاملة في مجال الاغاثة، وقال ان "التجاوزات التي حدثت كانت من بضعة أُجراء يحاولون استغلال آليات المنظمات وليس من المنظمات"، مشيراً الى "تجاوزات عدة ضبطتها الحكومة". وكانت الحكومة السودانية اتهمت مراراً في السابق منظمات إغاثة بتقديم دعم للمتمردين الجنوبيين. وفي القاهرة أ ف ب، وصف "الجيش الشعبي" اعلان الحكومة السودانية وقفاً شاملاً للنار في جنوب البلاد بأنه "مناورة اعلامية". وقال سليمان بخيت، مدير مكتب "الجيش الشعبي" في القاهرة لوكالة "فرانس برس" ان الاعلان "مناورة، لأنهم لو كانوا جادين في إقرار السلام لأعلنوا وقفاً شاملاً للنار في كل انحاء البلاد". وأضاف ان القتال لا يدور فقط في الجنوب وانما كذلك في ولاية كسلا الشرقية وفي جنوب ولاية النيل الأزرق جنوب شرق وفي جبال النوبة في الوسط. وقال بخيت ان الاعلان يندرج في اطار "حملة اعلامية" لاستباق مفاوضات اديس أبابا المقرر ان تبدأ اليوم برعاية الهيئة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف ايغاد.