صعدت السلطات السودانية لهجتها أمس، إزاء تصريحات وزيرة الخارجية الاميركية مادلين أولبرايت الأخيرة، واعتبر مسؤولان كبيران في الحزب الحاكم والجيش السوداني ان كلام أولبرايت يمثل إعلان حرب مباشر على السودان. وكانت اولبرايت أكدت في نيروبي دعم واشنطن المتمردين الجنوبيين واعتبرت ان "مبادرة الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا ايغاد هي الطريق الأمثل، ولا نؤيد أي مبادرات أخرى من التي تقترحها مصر أو ليبيا". وقال نائب الأمين العام لحزب "المؤتمر الوطني" الحاكم الدكتور علي الحاج محمد ل"الحياة" امس ان "تصريحات أولبرايت اعلان حرب مباشر على السودان". وأضاف ان الخرطوم "لا تعلق امالاً على الادارة الاميركية لحل مشاكل السودان خصوصاً انها كشفت وجهها ولم تعد وسيطاً عادلاً في أي نزاع سوداني". وأوضح ان "السودان حكومة وشعباً على أهبة الاستعداد للرد على أي تهديدات تمس سيادته الوطنية". وقال أمين الدائرة الشعبية في "المؤتمر الوطني" محمد الحسن الأمين ان تأكيد اولبرايت رفضها المبادرة المصرية - الليبية "مسوغ للاعتداء على السودان بهدف فصل الجنوب". وتابع ان "الإدارة الاميركية فشلت في تنفيذ مخططاتها السابقة للتدخل في السودان". وأوضح ان خطوات التدخل الجديد بدأت ب"تعيين مبعوث اميركي معروف بعلاقته مع حركة التمرد وتواصلت بتصريحات أولبرايت الأخيرة". وقال ان "الشعب السوداني قادر على التصدي لعدوان اميركي جديد، وتسانده في رد العدوان الدول الشقيقة والصديقة". وقال الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني الفريق محمد عثمان ياسين في تصريحات صحافية امس ان "إعلان واشنطن دعمها المباشر للمتمردين ليس فيه جديد سوى نقل الحرب من السر الى العلن والمجاهرة بالعداء". ووصف تصريحات أولبرايت بأنها "انحياز كامل لحركة التمرد يمثل اتجاهاً قوياً لفصل جنوب السودان عن شماله". وعلق ياسين على الانباء عن استمرار المواجهات بين الفصائل الجنوبية الموقعة على اتفاق الخرطوم للسلام في منطقة بانتيو في جنوب السودان قائلاً ان "القوات المسلحة لا تنحاز الى اي فئة من الفئات المتقاتلة". وقال ان "التردي الأمني في المنطقة يفيد المتمردين بقيادة قرنق". وناشد الأطراف المتنازعة "ضبط النفس" وأكد ان "مناطق أنتاج النفط القريبة من مناطق القتال آمنة ولم تتأثر بما يجري من نزاع طابعه الخلاف القبلي بين أبناء قبيلة النوير". وحذر رئيس مجلس الجنوب الدكتور رياك مشار الذي يشارك مؤيدوه في القتال من وقوع كارثة انسانية في المنطقة اذا استمر القتال وانسحبت منظمات الاغاثة من المنطقة. وطالب مشار، القادة الميدانيين بوقف اطلاق النار فوراً والتنسيق مع المنظمات الانسانية للحيلولة دون وقوع كارثة انسانية. وعلمت "الحياة" ان بعض المنظمات الانسانية نصحت العاملين فيها بمغادرة المنطقة، لكنها عادت وطالبتهم بالبقاء والعمل في توزيع الاغاثة للمتضررين.