أصدرت محكمة البداية من مدينة عدن اليمنية أمس أحكاماً بالسجن تتراوح بين سبع سنوات وسبعة اشهر على 10 متهمين هم 8 بريطانيين وجزائريان لادانتهم بالتخطيط لتنفيذ عمليات تخريب وتفجيرات في المدينة تستهدف مصالح غربية واميركية. أثبتت هيئة محكمة عدن برئاسة القاضي جمال محمد عمر وجود علاقة بين "المجموعة البريطانية" وزين العابدين "ابو الحسن المحضار" زعيم "جيش عدن - أبين الاسلامي" وثبوت عدم تعرض المتهمين للتعذيب اثناء مراحل التحقيقات معهم. ولوحظ ان عدداً من المتهمين فاجأتهم الاحكام التي كانت "مخففة" عن بعضهم. غير ان رئيس فريق الدفاع المحامي بدر باسنيد اعتبر في نهاية جلسة امس ان المحاكمة لم تكن عادلة، واعداً بتقديم ثبوتات جديدة امام محكمة الاستئناف لنقض الحكم. وجرت المحاكمة وسط اجراءات امنية مشددة وحضور مكثف لصحافيين بريطانيين وديبلوماسيين غربيين والقنصل البريطاني في عدن ديفيد بيرس بالاضافة الى عدد من اقارب المتهمين في مقدمهم والدة المتهم السابع محمد مصطفى كامل نجل ابو حمزه الذي حُكم عليه بالسجن ثلاث سنوات بعد مراعاة سنّه لحظة احتجازه. وأجهشت والدته بالبكاء بعد النطق بالحكم ورفضت التعليق للصحافيين. وحدد منطوق الحكم التهم الموجهة للمتهمين العشرة في ثلاثة مسميات ولكل واحد منها عقوبة مستقلة وفقاً لقانون الاجراءات القضائية في اليمن. غير ان القاضي اكد في المادة الرابعة من الحكم ان تطبق العقوبات الأشد في أي من التهم الثلاث بحق 7 متهمين والاكتفاء بمدة الحبس خلال الفترة الماضية 7 أشهر لثلاثة متهمين. وقضت الاحكام بالسجن 7 سنوات مع التنفيذ لكل من المتهم الاول مالك هرهرة والمتهم الثاني محسن غيلان وهما يحملان الجنسية البريطانية والسجن 5 سنوات لأربعة متهمين لكل من سرمد احمد وشاهد بت بريطانيين وجيمس لويرديك وكامل علي محمد جزائريين، والسجن ثلاث سنوات مع التنفيذ ضد المتهم الاصغر سناً وهو محمد مصطفى كامل نجل "ابو حمزه" زعيم "جماعة انصار الشريعة" في لندن بعد مراعاة المحكمة لصغر سنه في لحظة احتجازه حيث كان عمره 17 عاماً وأربعة أشهر. ورأت المحكمة، وفقاً لمنطوق الحكم، الاكتفاء بفترة الحبس الماضية لثلاثة متهمين هم غلام حسين مراعاة لظروف مرضه وشهزاد نبي واياز حسين وفقاً لادلة الثبوت ودرجة تورطهم بالفعل والتخطيط في التهم المنسوبة اليهم. ويتم اطلاق سراحهم فوراً بناء على قرار المحكمة. كما نص الحكم في بنده السابع اتلاف جواز السفر الفرنسي المزور الذي كان يحمله جيمس لويرديك، بالاضافة الى مصادرة كل المضبوطات التي كانت في حوزة المتهمين في البند السادس. فيما نصّ البند الخامس على احتساب المدة التي قضاها المدانون في الحبس الاحتياطي. وقضى البند الثامن من الحكم بأنه يحق استئناف هذا الحكم من قبل المدانين او محاميهم خلال 15 يوماً من تاريخه. ووجه القاضي جمال عمر رئيس المحكمة سؤالاً الى جميع المتهمين عن رأيهم في الحكم، وردوا فرداً فرداً بأنهم ليسوا موافقين على الحكم بما فيهم المتهمون الثلاثة الذين وصفهم الحكم كأبرياء واكتفى بمدة احتجازهم في السجن الاحتياطي. وأكدوا جميعاً حقهم في الاستئناف وفقاً لما طرحه المحامي باسنيد بعد النطق بالحكم. وطعن باسنيد في الحكم وشكك في عدالة المحاكمة وسلامة اجراءاتها. وقال إن المحكمة لم تراع الادلة التي أتت لمصلحة المتهمين موكليه ووافقت على طلبات النيابة العامة الادعاء. وقال انه سيدحض امام محكمة الاستئناف الحكم بالأدلة التي لم تراعها المحكمة الابتدائية اثناء النظر في القضية. واعتبر رئيس المحكمة القاضي جمال عمر في حيثيات الحكم ان نفي المتهمين امام المحكمة لاعترافاتهم امام شرطة التحقيق وفريق التحقيق القضائي بالنيابة العامة "اجراء معتاد في مثل هذه القضايا من باب الدفاع المشروع عن النفس". واكد ان الحكم استند الى ادلة الثبوت التي قدمتها النيابة والى التحقيقات القضائية في النيابة التي تتم بدون ضغط او اكراه كما هي الجهة القضائية المعتمدة. وفي ما يتعلق بادعاء المحامين والمتهمين بتعرضهم للتعذيب الجسدي والمعنوي اثناء التحقيق معهم، أكد القاضي في حيثيات الحكم ان فريقين طبيين شرعيين أكدا عدم تعرض اي من المتهمين للتعذيب وان خدوشاً كانت ظاهرة على معاصمهم من اثر القيود الحديد، وان الفريق الطبي الثاني شُكّل بناء على طلب الدفاع وكان بين اعضاء الفريق طبيب هولندي جاء بالاتفاق مع أقارب المتهمين اثناء المحاكمة. وأكدت حيثيات الحكم علاقة المُدانين في الحكم بزعيم "جيش عدن - أبين الاسلامي" زين العابدين المحضار/ ابو الحسن وثبت للمحكمة وجود "صلات وطيدة بين المدانين وابو الحسن المحضار" من خلال وقائع التحقيق في النيابة واعترافاتهم بتلقي الاسلحة التي بحوزتهم من متفجرات وذخائر ورشاشات وصواريخ محمولة لو وبازوكات تسلموها من "ابو الحسن"، وانهم تلقوا تدريبات عليها في معسكر يقع في منطقة اسمها منطقة حبان في محافظة شبوه المجاورة لمحافظة أبين حيث حوكم المحضار وعدد من رفاقه. كما اثبتت التحقيقات علاقة المتهمين ب"ابو حمزة" في لندن وربطت ذلك بمخطط "تخريب شامل يستهدف امن وطمأنينة اليمن والمجتمع". وفي ختام جلسة النطق بالحكم هتف جميع المتهمين "الله اكبر" و"لله الحمد" مرات عدة وتبادلوا الابتسامات مع اقاربهم والحاضرين في القاعة. كما اعلنت النيابة انهم يقومون بممارسة الرياضة في السجن ساعة واحدة يومياً وان كل القيود الغيت بموجب قرارات المحكمة في وقت سابق. ولوحظ ان المتهمين حضروا المحكمة بهندام نظيف ووجوه مبتسمة على عكس الجلسات السابقة.