قالت مصادر سياسية مطلعة في الخرطوم ان القيادي الجنوبي البارز ابيل الير التقى خلال اليومين الماضيين في جنيف وفداً ضم عدداً من كبار معاوني زعيم "الجيش الشعبي لتحرير السودان" العقيد جون قرنق وأبلغهم رؤية الحكومة السودانية والفصائل الموقعة على اتفاق الخرطوم للسلام في شأن التعديلات التي ادخلتها الحركة على مبادرته. ويقود ألير وهو نائب سابق للرئيس السوداني مبادرة تدعو الى اقامة كونفيديرالية من دولتين في السودان. وقاد وفد قرنق للاجتماع مع ألير مسؤول العلاقات الخارجية في الحركة دينغ ألور. وقالت المصادر إن ألير اجتمع مع الرئيس عمر البشير ومع رئيس مجلس الجنوب الدكتور رياك مشار قبل توجهه الى جنيف يوم الأحد الماضي وبحث معهما في موقف الحكومة من طلب قرنق اعتماد النظام الكونفيديرالي وتسليمه السلطة في الجنوب واعطاء الجنوب 90 في المئة من عائدات النفط السوداني والغاء اتفاق الخرطوم للسلام مع سبع فصائل جنوبية بقيادة رياك مشار. وقالت المصادر ان الحكومة السودانية و"جبهة الانقاذ" بقيادة مشار عرضتا تعديل النقاط الخاصة بالكونفيديرالية الى نظام أرفع درجة من نظام الحكم الذاتي، وتمسكت الحكومة بأن يكون نصيب جنوب السودان من النفط بين 30 و40 في المئة. وقالت المصادر ان جهود ألير للوساطة بين الحكومة السودانية وحركة التمرد تقترب من نهايتها. وأشارت الى غموض يكتنف الموقف في شأن ما يمكن أن تحرزه من نتائج. من جهة أخرى نقلت "وكالة رويترز" عن قياديين في حركة قرنق قولهم امس انهم صدوا غارة شنتها ميليشيا قبلية عربية على قرية في جنوب السودان في معركة أسفرت عن مقتل 21 شخصاً. ويأتي رجال ميليشيا قبائل تقطن المناطق المتاخمة للجنوب في ولايتي دارفور وكردفان الغربيتين والذين يعرفون باسم "المرحلين" لاصطحاب قطار تابع للحكومة يتجه الى الجنوب مرتين في العام لنقل امدادات الى مدينة واو. وقال آرثر أكوين المسؤول البارز في حركة قرنق "جاءت قوات الميليشيا مساء يوم 23 يونيو واتجهت الى قرية أرياك رياك وأحرقت منازل على رغم عدم ورود تقارير عن خسائر".