"الكتاب" هو أحدث ما صدر ضمن سلسلة "في كل زمان ومكان" التي تصدر عن دار "سفير" للنشر في القاهرة. يتناول "الكتاب" الذي أعده الشاعر أحمد سويلم رحلة الكتابة عبر التاريخ منذ أن بدأت محاولات الإنسان الأولى التي تمثلت في النقوش على جدران الكهوف، مروراً باختراع المصريين الكتابة الهيروغليفية وتأثر الساميين الذين قطنوا منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط بها في ابتكارهم للحروف الأبجدية التي نقلها الفينيقيون الى بلاد الاغريق والعرب والهند، وقد تطورت الأبجدية بدورها على أيديهم جميعاً لكن في اتجاهات مختلفة. كما يتناول "الكتاب" نشأة الورق وتطوره عبر العصور منذ أن استخدم المصريون ورق البردي في الكتابة مروراً باكتشاف الصينيين لصناعة الورق قبل ميلاد المسيح، ثم انتقال هذه الصناعة الى العرب العام 701م وتطويرهم لها ثم انفرادهم بها طيلة قرون عدة قبل أن تعرف أوروبا الصناعة في القرن 12م. وذكر المؤلف أن الخلفاء والوزراء والاغنياء اهتموا باقتناء الكتب، وأصبح الخطاطون موضع تقدير، وحظي الكبار منهم بالجوائز والهبات. وأدى انتشار صناعة الورق في العالم العربي والاسلامي الى ظهور طائفة من الناس يشتغلون بالورق والكتابة أطلق عليهم "الورّاقون"، أما ما يقومون به من عمليات بيع الكتب والورق والنسخ فيسمى بالوراقة. ثم يتعرض الكتاب لظهور المطبعة، ويذكر أنها لم تكن اختراع فرد واحد أو من ابتكاره أو هي نشأت فجأة، ولكنها ظهرت متدرجة على يد الصينيين والكوريين، ثم تطورت حتى وصلت الى الصورة التي نراها الآن. ولعب يوهانز غوتنبرغ دوراً بارزاً في تطوير الطباعة. ثم يتناول الكتاب مهنة النشر في المفهوم المعاصر والتي بدأت منذ القرن التاسع عشر، إذ أصبح الناشر هو حجر الزاوية في صناعة الكتاب. كما يتعرض "الكتاب" للمراحل التي يمر بها الكتاب المطبوع بداية من كونه مخطوطاً للمؤلف ومروراً بمراحل الجمع والمراجعة والتصميم وفصل الألوان والإخراج الفني والمراحل الفنية للطباعة من زنكات وطبع وتعريش وتجليد. ويشير المؤلف الى أنواع الكتب المنشورة والتصنيف العشري للمكتبات وكبريات دور الكتب في العالم ودورها في خدمة الكتاب، وكذلك الى أهم المعارض الدولية للكتاب ودورها في انتشار الكتب. ويتناول الفصل الأخير الشكل العصري والحديث للكتاب على أقراص الليزر.