عرف احباء النادي الافريقي في الدوري الحالي اياماً صعبة، ولحظات محبطة فقدوا معها نكهة الفرجة، وهجروا اثرها حديقة نادي منير القبايلي وملاعب تونس. لقد كانت حصيلة الموسم ال 79 في تاريخ النادي اكثر من سيئة بكل المقاييس: خروج مبكر من البطولة العربية للاندية، غياب عن المربع الذهبي في الدوري، مرتبة سادسة لا تليق بنادي تونس الثاني تاريخياً، ولعل الاقسى على قلوب احبائه هزيمته النكراء امام الترجي ب 8 اهداف في لقائي الذهاب والاياب وخسارته كأس تونس في نهائي القرن… ما عرّض احباءه للسخرية في تجمعات المقاهي ودفعهم الى التساؤل عن مستقبل النادي في انتظار المعجزة. وحمل لحام شارة القيادة في نهائي الكأس عوضاً عن فوزي الرويسي المعاقب، ورغم ذلك فإن "الجماهير الافريقية" نادت طويلاً "يا فوزي… يا فوزي" في تعبير لا شعوري عن حاجتها للرويسي لعله ينقذ الموسم ويحفظ ماء الوجه لكن من دون جدوى لان الرويسي الذي قدم اداء محترماً في الافريقي وحقق هدفه ال 19 في منتخب تونس لا يمكنه ان يصنع الربيع. ويبدو ان الفرحة اصرت ان تغادر محلة "باب الجديد" في ازقتها ودكاكينها وكذلك في محافظات الشمال كبنزرت ذات الهوى الافريقي وباجة عاصمة السكر ذات اللون الابيض والاحمر. وتوج النادي الافريقي بطلاً عربياً في كرة اليد واحرز بطولة الدوري في الكرة الطائرة، واختير الحارس رياض الصانع افضل لاعب في تونس في نهاية عام 1998، ومع اهمية هذه الالقاب تبقى من دون معنى اذا كان نصيب كرة القدم لقب اللعب النظيف فقط! وعلّل "الملتزمون" في النادي هذه النتائج الباهتة بطبيعة الدوري الحالي وروزنامته الغريبة، وكذلك من المظالم التحكيمية المتعددة… لكن نهائي الكأس ابرز بما لا يرقى اليه ادنى شك الصحة الجيدة للترجي وفوزه بالأميرة عن استحقاق بقيادة طاقم تحكيمي مقتدر على رأسه بييرلوديجي كولينا… حتى فوزي البنزرتي الذي حل محل المدرب الفرنسي ايكسبريا عجز عن صناعة المعجزة… وبذلك سقطت بدعة الاضطهاد المبالغ فيها وحملت دعوة للتفكير العقلاني والجدي في اسباب العجز. وانعقد في الاسبوع الماضي اجتماع لجنة "حكماء" النادي وهي هيئة عليا تجمع اهم الوجوه والعائلات الافريقية: مثل بن عمار وبوصبيع والمستيري وبوليمان والرئيس الحالي عبدالحميد بالامين وهي وجوه معروفه في عالمي المال والاعمال، واستمرت هذه الاجتماعات ساعات طويلة من دون ان تسفر عن نتائج ملموسة. ويجمع اغلب المراقبين في تونس ان ازمة الاندية الكبار في تونس هي ازمة قيادة، فالتحكيم والاموال والاجانب كلها مرتبطة بتواجد شخصية قيادية ذات مؤهلات عالية في التصرف في الموارد البشرية والمالية كي تستطيع مواجهة عالم الاحتراف الذي يعترف فقط بلغة الارقام ممثلة في الانتصارات والانتدابات الناجحة، لذلك يمكن فهم نجاح الترجي في السيطرة على عقد التسعينات عبر رئيسه سليم شيبوب.