سحق الترجي التونسي النادي الافريقي برباعية نظيفة في "دربي" الموسم التقليدي الذي خيمت عليه اجواء "أم الهزائم" بعد هزيمة الفريقين في دوري ابطال افريقيا وكأس الكؤوس الافريقية. وسجل أهداف الترجي صانع ألعابه ماهر الكنزاري 27 وعلي الزيتوني 66و77 والنيجيري جوليوس 72. بذلك يتصدر الترجي الدوري ب30 نقطة مع أقوى خط هجوم 29 هدفاً وأحسن دفاع 3 أهداف، وعزز لاعبه علي الزيتوني رصيده في طليعة الهدافين برصيد 13 هدفاً. وبهذا الانتصار العريض أعاد الترجي الروح لاحبائه الذين لم يصحوا بعد من خيبة كأس ابطال افريقيا، ودفع بخصمه التقليدي الافريقي خارج دائرة "الأربعة الكبار"، بل خارج التاريخ الحالي لكرة القدم التونسية بعد الخيبات المحلية والعربية والافريقية، لينحصر الرهان المحلي على البطولة والكأس بين الترجي التونسي والنجم الساحلي. وفي اليوم العاشر من رمضان، شهدت تونس "دربي" استثنائياً، حيث غابت تقريباً كل مظاهر الاحتفالات والفرحة والرهانات بين الأحباء! فساحة باب سويقة المعقل التاريخي للترجي خلت من الاعلام الصفراء والحمراء، ومحطات "مترو الانفاق" غادرها الشباب المتجهون نحو ملعب المنزه وغابت معهم أهازيجهم الحلوة على الترجي وأمجاده و"الرويسي" وصولاته... ورجال الامن لم يجدوا أمامهم سوى بعض آلاف من "العاشقين" للناديين، أما غالبية الجماهير، فإن الهزيمة لا زالت أمام اعينها، والرهان المحلي أصبح مجرد فرجة. ووقع الترجي نصره الرقم 31 في تاريخ مبارياته مع الافريقي مع 154 هدفاً من اجمالي 87 مباراة بينهما. وحسم التعادل مصير 35 مباراة وفاز الافريقي ب21 منها. ولعل الأدهى والأمرّ لاحباء الافريقي ان هذه الهزيمة برباعية هي الثانية بعد هزيمة 23 أيار مايو الماضي على يد افريكا سبور العاجي. ويتفق أغلب الملاحظين في تونس على أن جائزة "أفضل جمهور في العالم" حري أن يتوج بها أحباء النادي الافريقي. فبالرغم من خيبات الموسم الماضي، وخسارته كأس الكؤوس الافريقية أمام 50 ألف متفرج منذ اسبوعين، لم يقاطع هذا الجمهور الوفي حديقة "منير القبايلي" حيث يتدرب الأفارقة، ورغم برودة الطقس وشهر رمضان الكريم، تحول بعض الالآف من الأفارقة سعياً لانتزاع نصف ابتسامة، فمنيوا بخيبة جديدة، ستكون لها انعكاسات سلبية على الطاقم الاداري والفني. وبعد المباراة، اتجهت الجماهير الى حجرة الملابس مطالبة باستقالة رئيس النادي الشريف بالأمين، متهمة اللاعبين بالتخاذل وفي مقدمهم فوزي الرويسي الذي تكهن بهذه الهزيمة الثقيلة عندما صرح قبل المبارة بأنها ستكون الأخيرة مع الافريقي حيث ينتظره "عقد احتراف مع الشباب الاماراتي"؟ ويبدو أن الامتياز الوحيد للأفارقة هو الأداء البطولي للاعب الجزائري عمروش الذي أكد مرة أخرى أنه لاعب من طراز رفيع دفاعاً وهجوماً وأخلاقاً. هل يستعيد الافريقي توازنه؟وكيف الطريق الى ذلك؟وهل أن السيطرة المحلية للترجي ستشفي غليل احبائه أم ان رد الاعتبار لن يكون إلا عبر العالمية؟ هذه الأسئلة مؤجلة للألفية القادمة.