قال النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي وزير الدفاع والطيران الأمير سلطان بن عبدالعزيز ل"الحياة" انه سيقوم بجولة خليجية "تبدأ بالامارات العربية المتحدة لما لها من مكانة عندنا، ثم قطر، فالبحرين، فالكويت". وأضاف: "كنت أتمنى ان يكون السلطان قابوس بن سعيد موجوداً في عمان لأزوره لما له من مكانة وتقدير، لكنه غائب الآن وعند رجوعه سأزور عمان الشقيقة". وأكد ان الجولة "أخوية، وستشهد تبادل الآراء لما فيه مصلحة الجميع". ومن المقرر ان يلتقي الأمير سلطان قادة دول مجلس التعاون خلال جولته التي تبدأ الأربعاء. وسألت "الحياة" الأمير سلطان عن توصل وزراء خارجية دول المجلس الى تشكيل لجنة وزارية تضم السعودية وقطروعمان للتمهيد لمفاوضات مباشرة بين الاماراتوايران بخصوص الجزر، فقال: "أرجو لهم التوفيق إن شاء الله". واعتبر ان من يشكّك في قدرة مجلس التعاون على احتواء قضاياه "إما مغرض وإما جاهل". وزاد ان "مجلس التعاون يمشي في طريق صحيح وسليم، ولا يمكن ان توجد في الدنيا أي دول متعاونة ولا توجد بينها نقاط اختلاف وتوافق"، لكنه شدد على ان "الخلاف بين الأحبة والاخوان لا بد ان يعود بهم الى الصواب"، معتبراً ان "الخلاف ظاهرة صحية، موجودة في كل الدنيا، لكن المهم ان ينتهي الخلاف العائلي بما يعود على هذه العائلة بالخير" في اشارة الى مجلس التعاون. ورداً على اعتبار ان زيارته الامارات تعد تكريساً للمصالحة بين الرياض وأبو ظبي، قال الأمير سلطان: "ليس هناك اي موجب للمصالحة. أساساً ليس هناك اختلاف بين الدولتين لتكون هناك مصالحة". وأكد ان العلاقات السعودية - الاماراتية "قوية ومتينة، ولم تتغير ولن تتغير". وشكّل وزراء خارجية دول مجلس التعاون في اجتماعهم التكميلي في جدة امس لجنة وزارية تضم السعودية وقطروعمان، والأمين العام للمجلس "بهدف وضع آلية لبدء المفاوضات المباشرة لحل قضية احتلال ايران الجزر الثلاث التابعة لدولة الامارات بالطرق السلمية، على ان ترفع اللجنة تقريراً عن نتائج اتصالاتها إلى قادة دول المجلس في اجتماعهم التشاوري المقبل". راجع ص2 وقال الأمين العام السيد جميل الحجيلان إن اللجنة ستبدأ اجتماعاتها الأسبوع المقبل، فيما أكد وزير الخارجية الإماراتي السيد راشد عبدالله النعيمي ان "دول الخليج قوية بالرأي الواحد والموقف الواحد وبالدعم الذي لمسناه من جميع اخواننا في هذا المجلس. نحن نقدر دائماً لقادة دول هذا المجلس هذه المواقف القوية والمواقف الداعمة، لأننا أصحاب حق، وهذا الحق كان دائماً مدعوماً من جميع اخواننا وهو أكثر ما يكون مدعوماً في هذا اليوم". وتابع النعيمي معبراً عن ارتياحه إلى نتائج الاجتماع الوزاري: "نحن في الإمارات نشعر اننا خرجنا من هذا الاجتماع مع اخواننا أكثر عزماً على استكمال مسيرة الخير والعمل المشترك الذي نصبو إليه دائماً". وزاد: "في فترة الانقطاع والتشاور بين الدول قيل الكثير عن هذا المجلس، واليوم نقول للأخوان الذين شكّكوا في هذه المسيرة: نحن اليوم أقوى وأكثر صلابة وحزماً، لأن هذا المجلس يتقدم ويعمل لكل ما فيه مصلحة هذه المنطقة وهذه الشعوب". واعتبر الحجيلان ان البيان الختامي للمجلس الوزاري "جاء مستجيباً ما كان يأمل به المخلصون"، مشيراً إلى أن حديث وزير الخارجية الإماراتي "يعكس مشاعر جميع الوزراء الذين شاركوا في الاجتماع". وتحدث عن "إشارات ايجابية من إيران" في شأن المفاوضات على الجزر، لكنه قال إن "توجه اللجنة إلى إيران قريباً سابق لأوانه قبل أن تجتمع وتبحث في آلية عملها". يذكر ان البيان الختامي للاجتماع الوزاري شدد على "التزام المجلس ودعمه موقف الإمارات من قضية الجزر المحتلة وتسويتها بالطرق السلمية من أجل بناء وتعزيز الثقة" مع إيران، مشيراً إلى أن المجلس الوزاري استمع إلى وجهة النظر الإماراتية في شأن "استمرار التجاوزات والخروق الإيرانية الاستفزازية في جزر الإمارات". وعبر عن ارتياحه إلى توجهات الرئيس محمد خاتمي.