قال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي السيد جميل الحجيلان ل"الحياة" ان الاتصالات جارية لتحديد موعد استكمال وزراء خارجية دول المجلس اجتماعهم الذي ابقي مفتوحاً. وأكد في الدوحة امس ان لا أزمة في المجلس و"لا تغيير في الثوابت" تجاه قضية الجزر الإماراتية الثلاث والعلاقات مع إيران. قال الأمين العام لمجلس التعاون ل"الحياة" في الدوحة ان جولته الخليجية التي شملت الامارات والبحرين والسعودية وسلطنة عمانوقطر، حيث استقبله أمس الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، تستهدف "رفع تقرير عن المداولات المغلقة التي اجراها وزراء خارجية دول المجلس" أثناء اجتماعهم الأخير في الرياض. وأضاف ان محادثاته مع الشيخ حمد تناولت العلاقات في شكل عام بين دول مجلس التعاون، وأكد الأمير "ضرورة دعم مسيرة المجلس وتهيئة السبل التي تعزز العمل الجماعي". وأشار الى ان أمير قطر تحدث أثناء المقابلة عن "المرحلة الحاضرة للمجلس". وسينتقل الحجيلان الى الكويت اليوم في ختام جولته. وسألته "الحياة" هل تحدد موعد جديد لاجتماع وزراء الخارجية الخليجيين بعدما اعتبروا اجتماعهم الأخير مفتوحاً فأجاب: "بطبيعة الحال تجرى اتصالات للنظر في ما حدث، وللاتفاق على موعد آخر يعقد فيه المجلس الوزاري". وسئل هل هناك سقف زمني لانعقاد الاجتماع فقال: "أرجو ألا يطول الانتظار". ورداً على سؤال هل يواجه مجلس التعاون الآن أزمة ناجمة عن تباين مواقف دوله من التقارب مع ايران، قال الحجيلان: "ليست هناك أزمة اطلاقاً، وفي ما يخص علاقته مع ايران يبقى المجلس على الثوابت الأساسية التي وردت في كل البيانات السياسية السابقة، وربما هناك حوار حول الصيغة الجديدة" لتلك العلاقة. لكن الأمين العام شدد على أن "الثوابت التي ترتكز عليها سياسة دول مجلس التعاون بالنسبة الى قضية الجزر والعلاقات مع ايران، ثابتة، لم يحصل فيها أي تغيير". عشرون بنداً ونبه الى ان القول بوجود أزمة في مجلس التعاون "مبالغ فيه، ولا يتصل بالواقع بأي شكل". وعما إذا كان قرار وزراء الخارجية ابقاء اجتماعهم مفتوحاً دلالة على فشل الاجتماع، قال الحجيلان ان "الوزراء اجتمعوا وكان جدول أعمالهم يتكون من 20 بنداً ويتضمن قضايا ذات طبيعة اقتصادية واجتماعية، ولم يحدث خلاف على تلك البنود، ولكن عندما أعد البيان الختامي كان هناك خلاف في وجهات النظر حول الفقرة الخاصة بعلاقات دول مجلس التعاون مع ايران، ونوقشت". وزاد: "طبيعي ان يجري النقاش على أمر من الصراحة والوضوح في اجتماع على هذا المستوى وكون الاجتماع انتهى واستمر النقاش حتى من دون ان ينتهي الى اتفاق في شأنه، فهذه ظاهرة صحية، والأمر ليس غير مألوف في الحياة السياسية". وأشار الى مجالس اقليمية ودولية "اجتمعت أكثر من مرة من دون ان تتوصل الى بيان ختامي"، لكنه لفت الى أن "هذه الظاهرة حدثت مرة واحدة خلال 70 اجتماعاً وزارياً خليجياً". وتابع الأمين العام لمجلس التعاون: "ما دام قيل ان هذا الاجتماع الوزاري مفتوح فمعنى ذلك ان احتمال انعقاد المجلس في أي يوم وارد، ومن الطبيعي ان يعود الوزراء الى حكوماتهم في قضايا أساسية قد لا يملكون حسمها في شكل نهائي". الى ذلك قال الحجيلان للصحافيين في شأن الانتقادات التي وجهتها الامارات الى مجلس التعاون بسبب التقارب مع ايران: "لم اقرأ هذه التعليقات لكنني على يقين ان ما حصل أمر عارض ولن ينال في أي حال من قوة الترابط بين القادة والشعوب في الخليج فالجميع، من القمة الى رجل الشارع، مدرك ان مجلس التعاون تجمع يجب أن نحافظ عليه، وأن يصان ويظل في منأى عن أي أمر قد ينال منه". وسئل أيضاً عما قاله وزير الخارجية الاماراتي السيد راشد عبدالله النعيمي لقناة "الجزيرة" عن امكان معاودة بلاده النظر في ارتباطها بمجلس التعاون، فأجاب: "معالي الأخ راشد عبدالله رجل مسؤول ووزير خارجية دولة من دول مجلس التعاون، وعلى مقدار كبير من الحكمة والخبرة السياسية وفهم مقتضيات عمل المجلس، وهو يعبر عما يراه منسجماً مع اقتناعه واقتناع بلاده".