يعقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية اليوم اجتماعهم الوزاري في مقر الامانة العامة للمجلس في الرياض، وسط اجواء وصفها الامين العام للمجلس الشيخ جميل الحجيلان بأنها اجواء "عتاب طبيعي" بين الامارات ودول الخليج بعامة والسعودية بخاصة، في شأن التقارب بين دول المجلس وايران، وهو ما تعتبره الامارات مضراً بمصلحتها. وعلى رغم ان برنامج الاجتماع يحمل قائمة طويلة من الموضوعات التي سيناقشها الوزراء، الا ان مصادر ديبلوماسية قالت ل"الحياة" ان موضوع التقارب مع ايران سيكون الموضوع الابرز. وقالت مصادر مطلعة ان المسؤولين السعوديين سيطلعون نظراءهم الاماراتيين بوضوح على جهودهم للمطالبة بالجزر الاماراتية الثلاث في الخليج العربي التي تحتلها ايران. وقال مصدر سعودي ل"الحياة" "السعودية لم تتنازل يوماً عن موقفها المؤيد للامارات في مسألة الجزر، سواء في المواقف المعلنة، او في التأييد للموقف الجماعي لدول مجلس التعاون، اذ ان السعودية وافقت على جميع البيانات الخليجية التي تدين ايران وتتخذ ازاء موقفها من الجزر موقفاً قوياً، وبخاصة الاجتماع الوزاري الطارئ الذي عقد في ابوظبي بدعوة اماراتية في آذار مارس الماضي وشارك فيه وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل بن عبدالعزيز". ولفت المصدر الى ان النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي وزير الدفاع والطيران الأمير سلطان بن عبدالعزيز سئل قبل سفره في ايار مايو الى ايران هل سيقوم بوساطة بين الاماراتوايران في شأن الجزر الثلاث، فنفى ذلك، وقال: "نحن جزء من الامارات في موقفها من قضية الجزر والمرء لا يتوسط في قضيته". كما ان الأمير سلطان اكد غير مرة في ايران "اننا مستعدون للتعاون مع ايران بما لا يمس مصلحة دول مجلس التعاون الخليجي". الى ذلك، قال الحجيلان في تصريح صحافي امس ان وزراء الخارجية سيناقشون في اجتماع اليوم "قضية احتلال ايران للجزر الثلاث التابعة لدولة الامارات العربية المتحدة طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى اضافة الى العلاقات مع ايران". وكانت "الحياة" سألت الحجيلان هل سيعرض الاماراتيون عتبهم على دول الخليج في شأن التقارب مع ايران في اجتماع اليوم فرد: "لن يكون هناك اي حجاب يمنع وزير خارجية اي دولة من الدول الاعضاء من التحدث عما في نفسه، وما يعتقد بأهمية طرحه للنقاش والتداول"، لافتاً الى ان "دول المجلس تعيش مرحلة مهمة تتعاطى فيها قضاياها بقدر كبير من الشفافية والصراحة، سواء ما يتعلق بالقضايا والعلاقات السياسية أو ما يتصل بالمواطن". وقال الحجيلان ان بين الموضوعات التي سيتناولها الاجتماع الوزاري: "مسيرة العمل المشترك فى ضوء ما توصلت اليه اللجان المختلفة التى عقدت اجتماعاتها ما بين الدورتين السابقة والحالية للمجلس الوزارى، اضافة الى التطورات السياسية اقليمياً وعربياً ودوليا ومن ذلك العلاقات المتأزمة بين العراق والامم المتحدة وآخر المستجدات المتعلقة بتنفيذ العراق قرارات مجلس الامن ذات الصلة بعدوانه على دولة الكويت، كما سيناقش ايضا قضية احتلال ايران للجزر الثلاث التابعة لدولة الامارات العربية المتحدة طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، اضافة الى العلاقات مع ايران والتطورات التى شهدتها مسيرة السلام فى الشرق الاوسط وما يمكن أن تسفر عنه سياسة الحكومة الاسرائيلية المنتخبة للعمل على اعادة مسيرة السلام الى مسارها الطبيعي". وزاد: "سيطلع المجلس الوزاري على ايجاز حول المراحل التى قطعها التعاون العسكري بين دول المجلس من خلال اللجان الفنية والمتخصصة التى عقدت اجتماعاتها خلال الاشهر القليلة الماضية وتوصلت الى توصيات لدعم التعاون العسكري القائم بين دول المجلس، خصوصاً ما يتعلق بقوة درع الجزيرة والمراحل التى وصل اليها مشروع حزام التعاون وما توصلت اليه فرق العمل من خطوات فى مجال الخدمات الطبية العسكرية واجراءات السلامة أثناء التمارين الجوية". الشيخ زايد من جهة اخرى، وصف الحجيلان في تصريحات ل"الحياة" الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الامارات ب"الرجل الحكيم العاقل"، وقال تعليقاً على زيارته لأبو ظبي قبل أيام التي التقى خلالها الشيخ زايد: "سمعت منه كلاماً يؤكد حرص سموه على صلابة مسيرة مجلس التعاون، ولمست شخصياً ان الشيخ زايد، هذا الرجل الحكيم العاقل الصادق والمخلص، يحرص حرصاً كبيراً على مسيرة المجلس وهو مدرك للامور العارضة، ويسعى لاحتواء ما قد يظهر على نحو ما بين دول المجلس". وابدى الحجيلان "ارتياحاً بالغاً" لتوقيع السعودية وقطر على خرائط الحدود البرية بينهما، وقال: "أجد ذلك دليلا على عمق العلاقات بين دول المجلس، ورداً بالغاً على ما يقال ان هناك قضايا متفجرة بين دول المجلس، فكم قيل الكثير عن الخلاف الحدودي السعودي - القطري، وانه يشكل عقبة كؤود أمام تحسين العلاقات بين البلدين، ولا يسعني إلا ان أعبر عن سعادتي بذلك، كما عبرت عن سعادتي بالاتفاق الحدودي الاماراتي - العماني".