تسلّم لبنان امس دفعة أولى من مساعدات سورية قدّمها الرئيس حافظ الأسد لاعادة تأهيل محطتي الكهرباء في الجمهور وبصاليم اللتين أصيبتا بأضرار جسيمة من جراء العدوان الاسرائيلي الاخير، وهي عبارة عن عشر شاحنات محمّلة بقطع غيار من قواطع وعوازل وفواصل لخلايا المحوّلات والمخارج في المحطتين. ومع وصول الدفعة، عبّر رئيس الجمهورية أميل لحود عن "شكره العميق للرئيس الأسد"، مثمناً "المبادرة الطبيعية من الشقيقة سورية، وقد قدّمت الى لبنان الدعم الاخوي الدائم في كل الظروف التي مرّ فيها ولم تتأخّر يوماً عن شدّ أزره وتقديم التضحيات من منطلق ايمانها الراسخ بعلاقات الاخوة التي تربط البلدين الشقيقين". وعقد وزير الموارد المائية والكهربائية والنفط سليمان طرابلسي مع نظيره السوري منيب صائم الدهر اجتماعاً في مبنى الوزارة حضره الامين العام للمجلس الاعلى اللبناني - السوري نصري خوري ورئيس مجلس ادارة "كهرباء لبنان" صلاح بو الخدود والمدير العام للمؤسسة جورج معوض والمدير العام لمؤسسة كهرباء سورية زكي عودة. بعد ذلك انتقل الوزيران اللبناني والسوري الى محطة الجمهور حيث أشرفا على تفريغ حمولة الشاحنات، يرافقهما محافظ البقاع ميلاد القارح. وقال الوزير صائم الدهر "أنا لا أرى هذه الخطوة عجيبة أو غريبة. نشاهد اليوم ورشة عمل تقوم بها الخبرات اللبنانية والسورية، في شكل مشترك وفي موقع واحد لإزالة اثار العدوان الغاشم. نحن في سورية خصوصاً وفي الوطن العربي عموماً، نعيش عصر حافظ الأسد الذي علّمنا ان لا حدود لمجالات التعاون وان ليس هناك سورية أو لبنان في مجالات عدة، بل يجب العمل كفريق واحد ونقدّم ما هو متوافر ومن دون حدود. واعتقد اننا مع الاشقاء اللبنانيين لدينا الكثير لنقدّمه". وعن نوعية المساعدات السورية المقدمة، قال "أنا اعترض على كلمة تقدمة، بل هي مساهمة في عمل مشترك والتوجيه واضح من السيد الرئيس. كل ما هو موجود في مستودعاتنا متاح للبنان. ومنذ اليوم الاول، عمل الفنيون في كلا البلدين على معرفة هذه التجهيزات ومواصفاتها. لذلك قدمنا بداية ما هو متوافر، الى محطتي التحويل في الجمهور وبصاليم، وتضم قواطع وسكاكين وخلايا وجزءاً كبير من احتياجات محطتي الكهرباء. وشكر طرابلسي المبادرة السورية، ووعد "بمفاجآت عدة في موضوع الكهرباء". وقال "ان المسألة متواصلة من المبادرات السورية وتفضل الرئيس الأسد وأعطى توجيهاته للمسؤولين السوريين بتأمين كل المستلزمات التي توجد في سورية لمساعدة لبنان. هذه المساعدات تحمل معنيين: الاول عاطفي. والثاني تضامني وقيمة هذه المساعدات معنوياً وعاطفياً هي أكثر بكثير من القيمة المادية". واضاف "انها حمولة عشر شاحنات من التجهيزات اللازمة للمساعدة في ترميم هذه المحولات، من هنا، نوجّه شكرنا الى الرئيس الاسد الذي ما فتىء يهتم بلبنان كابنه الثاني، وتالياً نوجّه الى جميع السوريين والحكومة السورية ولوزير الكهرباء السوري شكر لبنان وتقديره، وسنظل على اتفاق دائم وعلى استراتيجية واحدة في سبيل الوصول الى ما يؤمن عزة العرب جميعاً". وطمأن طرابلسي الى ان الكهرباء متوافرة في كل مناطق الاصطياف. وأكد "الاستعداد لمواجهة كل تدمير بالاعمار". واتّصل طرابلسي برئيس الحكومة سليم الحص وأبلغه بتسلّم المساعدة السورية، فتحدث مع الوزير السوري شاكراً لدمشق "هذه المبادرة الأخوية الطيّبة التي عوّدتنا على مثلها في كل الملمات".