على رغم اعلان مؤسسة كهرباء لبنان تأمين التغذية بالتيار الكهربائي 14 ساعة يومياً من أصل 24، ما زال اللبنانيون وخصوصاً في مناطق بيروت وضواحيها يشكون من عدم حصولهم على هذه الحصة. وهم يلاحظون تفاوتاً في حصص التغذية بين منطقة وأخرى وحي وآخر ومبنى وآخر. ويتساءلون عن صحة الشكوك في طول الأزمة الكهربائية واستمرارها الى بدايات الخريف لأسباب واعتبارات متنوعة، وعن مدى تأثير الروتين الإداري في تأخير إنجاز التصليحات. وحملت "الحياة" هذه الشكاوى والتساؤلات الى المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان المهندس جورج معوّض الذي أكد على "سير الأشغال" مبشراً "بالتغذية 24 ساعة في اليوم بين منتصف أيلول ونهايته"، وشدد على "انتظام التغذية المحدّدة ب14 ساعة" شارحاً الأسباب التقنية لبعض التفاوت. وزارت "الحياة" محطة الجمهور التي لحقت بها الأضرار الكبيرة من جراء القصف فدُمِّرت فيها محولات تدميراً كاملاً مع منشآتها الهندسية المدنية فضلاً عن تدمير المعدات الأخرى التي تشكل الفواصل والقواطع مع منشآتها أيضاً. ولم يقتصر الخراب على هذه المنشآت والمعدات والمحولات بل طاول أيضاً مبنى مكاتب الموظفين ومنتفعاته. وتحوّلت المحطة ورشة عمل تنفذها الفرق الفنية في مؤسسة كهرباء لبنان وأشغال الهندسة المدنية وهي تبدأ منذ السادسة صباحاً وتتوقف في الأولى بعد منتصف الليل سعياً الى انجاز اعادة تجهيز المحطة في أسرع ما يمكن لاعادة التيار الى طبيعته. وتقوم بأشغال الهندسة المدنية شركة "بوتيك" التي تبرّعت بها فضلاً عن التبرّع بالكابلات والإمدادات. وعرض معوّض ل"الحياة" الأشغال التي تنفذها المؤسسة لإعادة محطتي الجمهور وبصاليم الى وضعهما الطبيعي وقال ان "تسعة محوّلات 66/150 كيلوفولت تضرّرت من جراء القصف في محطتي الجمهور وبصاليم من أصل 15 محولاً. إذ في الجمهور تسعة محولات وفي بصاليم ستة. وتمكّنا من تأمين ستة محوّلات كانت ملحوظة لمحطات أخرى يمكن تأجيل تركيبها فيها الى مرحلة لاحقة كونها غير ملحّة. ونجري التصليحات على المحولات الثلاثة الأخرى بقطع غيار تحمل المواصفات نفسها ولكن لا تحمل الأسماء نفسها. لأنّ المحوّل مركّب من ثلاث قطع. وستنجز التصليحات على هذه المحولات في غضون أسبوعين. أما بالنسبة الى تركيب المحوّلات فسيتمّ بعد انجاز أعمال الهندسة المدنية الجارية ليل نهار في المحطتين والمتوقع جهوزها بعد عشرة أيام". وعن الجهة التي تنفذ التصليحات على المحولات قال معوّض ان "الفرق الفنية التابعة للمؤسسة هي التي تنفّذها". وعن تأمين المعدات الأخرى وهي التي تمثّل الفواصل والقواطع، لفت معوّض ان "المؤسسة بدأت بتسلّم العروض من الشركات لتقوم بالتلزيم في 24 تموز يوليو الجاري باختيار أفضل الأسعار". وهل يتم تمويل كل هذه الأشغال من المساعدات التي وردت؟ قال معوّض "يستلزم استعمال هذه الهبات موافقة مجلس الوزراء عليها. لذا، فإن التمويل يتم عبر موجودات المؤسسة أو من قروض مخصّصة للكهرباء وموجودة لدى مجلس الإنماء والإعمار ويتم تحويلها عبره. على أن تغطّى في وقت لاحق من هذه المساعدات بعد اتمام الإجراءات اللازمة لها". وعن الكلفة الإجمالية، أوضح معوّض "انها تبلغ وفق ما أعلن مجلس الوزراء 18 مليون دولار"، مشيراً الى أن "أشغالاً تنفّذ بتبرّع من الجهة المنفّذة فضلاً عن التبرع بالكابلات". وعن أسباب التفاوت في ساعات التغذية بين منطقة وأخرى، قال معوّض "من واجبنا تأمين التغذية 24 ساعة للجميع. وعندما نتمكن من تأمين تغذية أكثر بأربع ساعات أو ثماني لن نقصّر. أما المناطق التي تتغدّى ب24 ساعة في بيروت، فبسبب وجود محطة في قلب العاصمة تتلقى التيار ويوزّع منها، لذا يستفيد محيطها من التغذية 24 ساعة كون الكمية التي تتلقاها أكبر من تلك التي تخرج منها. لذا، يتم استعمال هذا الفائض محلياً. أما بالنسبة الى المناطق البعيدة، فإن تغذيتها بالتيار وساعاته مرتبطة بقدرة حمولة المحولات والكابلات، وعندما يمكن زيادة هذه التغذية فإن المؤسسة تؤمنها". وأكد "انتظام التغذية بحسب الساعات المحدّدة الآن تغذية مدة أربع ساعات وقطعاً مدة ثماني، ثم أربع ساعات، وست ساعات بعد منتصف الليل حتى الصباح. أي أن التغذية هي 14 ساعة من أصل 24". وأوضح ان "ما يشاع عن تغذية لمدة ساعة أو نصف الساعة ليس مدرجاً على برنامج التغذية الحالي ويتمّ لزوم القيام بتجارب تستدعيها عمليات التصليح أو لأعمال طارئة تستدعيها ضرورات ملحة، لذا، يظن المواطن انها حصته من التيار". وأعلن "اصدار برنامج محدّد للتقنين ينظّم مواعيد التغذية في المناطق أوائل الأسبوع المقبل".