توالت التبرعات على الحساب الخاص الذي انشأته الحكومة في مصرف لبنان، لإعمار ما هدمه العدوان الاسرائيلي. وأشاد رئيس الحكومة سليم الحص ب"النخوة التي يتحلى بها اللبنانيون وبأريحيتهم حيال الوطن للمساهمة في اعادة الانماء والاعمار، وهذا ما بدا واضحاً من خلال التبرعات التي تقدمها الهيئات والمؤسسات اللبنانية للصندوق الخاص للمساهمة في تصليح ما دمره العدوان من منشآت وجسور". وتبلغ الحص من رئيس مجلس ادارة "بنك لبنان والمهجر" نعمان الازهري تبرع المصرف بمليون دولار، في حين تبرعت نقابة مقاولي الاشغال العامة والبناء في لبنان بخمسين مليون ليرة، والشركة اللبنانية - الفرنسية ب38 مليوناً، وقررت ادارة "شركة الترابة اللبنانية" تقديم اسمنت بقيمة 100 ألف دولار أميركي. وتصل قبل ظهر اليوم الى محطتي الكهرباء في الجمهور وبصاليم شاحنتان محملتان بقطع الغيار للمحولات المتضررة تقدمة من الرئيس السوري حافظ الاسد، وهي عبارة عن قواطع وعوازل وفواصل مساهمة في عملية تصليح ما دمره العدوان. وسيرافق الهبة وزير الكهرباء السوري منيب صائم الدهر وسيلتقي نظيره اللبناني سليمان طرابلسي الذي شكر "لسورية رئيساً وحكومة وشعباً هذه المبادرة الكريمة". وفي المواقف، إنتقد رئىس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام محمد مهدي شمس الدين "استبشار العالم العربي والإسلامي ولبنان بالحكومة الإسرائيلية الجديدة، وكأن ما يسمونه سلاماً على الأبواب". وأضاف "ان العالم سكت وحمّلنا مسؤولية لأننا دافعنا عن أنفسنا في عملية من عمليات المقاومة". واعتبر "ان اسرائيل تتمسك بلجنة تفاهم نيسان ابريل حين ترى انها مفيدة لها، وإذا كانت مصدراً لإدانتها تتبرأ منها". وأكد "ان موقف لبنان لن يتأثر وسيظل يقاوم هذا الإحتلال". ونوّه بتقديم المساعدات لإعادة إعمار ما تهدم. وأكد السيد محمد حسين فضل الله ان تفاهم نيسان "لن يلغى لأنه يمثل مصلحة أميركية وإسرائيلية معاً باعتباره يحمي المستوطنين اليهود، ويبعد أميركا عن مأزق الموقف في مجلس الأمن". وقال "ان من المضحك المبكي اعتبار العدو أن التهديد اللبناني بإلحاق الأذى بالمدنيين في المستوطنات عند إلحاق الأذى بالمدنيين في لبنان، فضيحة لم يسبق لها مثيل". وأضاف "ان العدو فوجئ بالكلام القوي من لبنان لأنه لم يعتد سماع هذه اللهجة الحاسمة". واعتبر "ان الولاياتالمتحدة شريكة لإسرائيل في عدوانها". وقال النائب نسيب لحود امس ان "العدوان الاسرائيلي الاخير ابرز فشل حكومة بنيامين نتانياهو في القضاء على تفاهم نيسان". وأضاف ان "اسرائيل في هذه المرحلة قد تعيد صوغ اهدافها بما يتناسب مع امكان عودة المفاوضات. من هنا ضرورة وعي اهدافها ووسائلها الجديدة، مع التمسك بالاستراتيجية اللبنانية - السورية". واعتبر حزب الوطنيين الاحرار ان "مصير الوضع في الجنوب ومن خلاله الوضع العام سيظل عالقاً بين مطرقة خطر الغاء تفاهم نيسان وسندان التهديد باللجوء الى مجلس الامن فيما ستستمر معاناة اللبنانيين". ورأى المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني ان "موقف السفير الاميركي ديفيد ساترفيلد كشف ان الولاياتالمتحدة شريكة كاملة لإسرائيل في عدوانها الهمجي الاخير على لبنان". وطالب الحكومة "برفض المطالب والتهديدات الاميركية بل بفضحها".