- 1 - كتبتُ رسالةً الى حياتي شرحتُ فيها كلَ شيء وصفتُ أوهامي رسمتُ صورةً لشمسي وهي تغربُ وكنتُ خلفها كظلها راكضٌ فيها وصفتُ علّتي وذكرت دواءها! كتبتُ رسالةً الى حياتي غير أنها ضاعت فرحتُ أركضُ خلفها بلا يقين يدي تلوّح وعلّتي ترفرفُ كعلمٍ مُنكس! 18/3/1999 - 2 - كنت أروحُ بعيداً حياتي أعلّقها على الأشجار لكي تسقط مثل ورق وتأخذها الريحُ وتمضي كنتُ أروح بعيداً في يدي تتجمعْ الأضواء والذكرياتُ التي في خرجي تهيلُ كرملٍ وتنأى! كنتُ أروحُ بعيداً لكي أنسى حياتي مزقتها الذئابُ ورأسي دُير به على رُمحٍ وأُحرق 20/3/1999 - 3 - كلما كانت الطريق طويلة وبنا تمرُّ على الهاوية كنَا نُعيد شريط الذكريات ونمضي تائهين أو حيارى - على درب الندى هناك، كانت الرؤيا بانتظارنا ونحن ندوّرُ - فيما نحمل الخروج على أكتافنا - دولابُ أقدارنا نهزُّ بعكازنا كثيراً لنعود الى الطريق الطويلة هناك، خلّفنا على أطرافها حجيرات الهاوية وقد لفّتها غُبرة الزمان 29/3/1999 - 4 - أخذتَ من الطريق يداك كُتفتا جرّوك من هنا الى هناك وكنت لا ترى إلا ضباعاً تلوحُ من بعيد ثم تنأى رسمتَ في الفضاء حصاناً ونهبتَ البراري حتى وصلتَ الى بئر فارتويت والحصان، ثم نمتَ حالماً بقطٍ يموءُ جوعاً... في الصباح قادوك مسمل العينين فكّوا يديك وتركوك على ذات الطريق 5/4/1999 لهذا لن ترى طرفاً من النهاية حياتُك التي شُحنت بالكلمات والأفكار أخذت طريقها وأنت هنا، جالسٌ بلا خيارٍ تتوزعك الأماكنُ والذكريات حمارةُ أمك الحمراء، أبوك الذي تركَ الحنين تائهاً في الفيافي أخوتك الذين نظروا الى السماء وتذكّروا الأرض ثم ضاعوا هنا، عيناك تبصران الأزهار والأمطار الغيم الذي يدورُ والطيور المسافرة من؟ متى أتيت؟ هل تتذكر السلّم الذي ارتقيت الأبواب التي أُقفلت وراءك يدك المرفوعة في الحلم والكلاب الهاربة أبداً في كل زاوية اليوم، وقد جلتَ ورأيتَ وبكيت تراك تنامُ هنا وتجولُ هناك والشجرة التي كانت نخلةً هي الآن شجرة. 7/4/1999 * شاعر عراقي مقيم في ألمانيا.