حياة فيها مصيدة كان الكلامُ يأتي والذكرياتُ أُخذتْ من الدرب من هناك، حينما بان بأن الحياة لم تعد تبدو مضينا، كلبُ الطريق يلهو ويعوي والنجومُ التي بحثنا عنها طويلاً ملقاة كأحجارٍ على جانب الدرب. كان الكلامُ يأتي والحياةُ التي دربناها تستلقي فيها المصيدة. أضاءت النارُ لنا أحلامنا وأبعدتنا قليلاً عن الذكرى. كانت الدنيا طريقاً وفيه سرنا طويلاً راحاتنا مرفوعة وكلما أُوقفنا أبعدونا عن الدرب وأُرجعنا غصباً الى الماضي. كلمة الى بوخارين الأفكارُ الكبيرة أُخذتْ والكلماتُ غيّرت طريقها لكننا، حينما عُدنا من الأوهام وبيّضنا سطح الإشارة لم نجد من الأصداء شيئاً لا ولا حتى تلك الخفايا إذْ أزاحوها بعيداً وتلك الطيور التي كانت تطيرُ حلّ بأعشاشها الموتُ. هناك، رأينا الشمسَ تصغي فقد عدنا اليها من الليل بكيس من الأصوات ببقايا من الرؤيا وأحزان من الماضي. وفي الطريق كنا قد رأينا بيتاً ووجهاً منه يلوحُ. العودة من المنفى عدتُ تواً لكي أمضي عابراً كلّ درب، منادياً أشجاري هناك كانت الأفعى تستريح ووحدي، كنتُ بلا عذر لهذا، ركضتُ بعدما لاحت الأوهامُ خلفي كجيشٍ حتى غامت الرؤية، وبدا ان الظلام حلَّ وحان لي أن أستريح. عدتُ من المنفى لكي أمضي عابراً في طريقي ركامَ السنين ناسياً أشجاري وأنهاري التي اختفت بحثاً عن الذكرى عن الوهم، عن الدرب الترابي الصغير. لكني تهتُ، عندما عدتُ من المنفى لكي أمضي عكازي اختفى والظلامُ حلّ وما عدتُ أدري أين الطريق. اللحاق بالوهم ها هو الليل، لا قمرٌ فيه ولا نجوم الأشجارُ الخضراء ميتة وهذه الرؤى تشدّها الرياحُ من أطرافها كلُّ يدٍ قُدّرَ لها أن تُرفعَ فيه أو تُمدُّ لن تلوحَ إلا الفراغ. كحصانٍ ينتظرُ ساعته تدورُ حياتي في مكانها الحسراتُ التي أخذتْ طريقها عادت فارغة اليدين وكلُّ التمتمات خُنقتْ. من هنا، حيث الروحُ لائبة وحيث الأصوات تصرخُ هامسةً بانتظار ان تدفعَ الأوهامُ أقدارها كنتُ أنطلقُ بلا زادٍ قربتي يابسة ونهاري قد ذهب. * شاعر عراق