طلعتِ الشمسُ من وراء الجبل، وكان الثعلبُ لا يزالُ نائماً ... أما العصفورُ، فلم يكدْ يرى الشمس، حتى شرع بالزقزقة، وأخذَ صوتُهُ يعلو شيئاً فشيئاً. استيقظ الثعلبُ على صوت العصفور. وصاح به: - كفَّ عن الزعيق! لقد أيقظتني من أجمل الأحلام .. قال العصفور: - وما هذا الحلم الجميل الذي أيقظتك منه؟ قال الثعلب: - كنتُ قد تسلَّلْتُ في منامي الى القرية المجاورة، واختطفتُ دجاجة وهربتُ بها. وكنت على وشك أن التهمها، عندما دوَّى في أذني صياحك المزعج فأيقظني! قال العصفور: - أنا آسفٌ لما حدث لك. قال الثعلب: - هلاَّ صمتَّ قليلاً .. سأحاول أن أغفو من جديد لعلِّي أستطيع الإمساك بالدجاجة مرة أخرى. قال العصفور: - حاول أن تمسكها بسرعة، فأنا لا أستطيعُ أن أتوقَّف وقتاً طويلاً عن الغناء. وصمتَ العصفورُ على غصنه .. وعاد الثعلبُ الى نومه .. طال نومُ الثعلب. ولم يعُدْ باستطاعة العصفور أن يُمْسِك نفسَهُ عن التغريد، فأخذ يغرِّدُ بصوتٍ عالٍ ... عندها هبَّ الثعلبُ من نومه مذعوراً، وقفزَ قفزةً كبيرة، وانطلق يعدو ... تبعه العصفور وسأله: - ما بك؟ ماذا حدث لك؟ قال الثعلب وهو يفرِكُ عينيه: - أشكرك لأنك أيقظتني؟ قال العصفور: - علامَ تشكرني؟ قال الثعلب: - رأيت في نومي هذه المرة أن القرويين يلاحقونني بسبب اختطافي للدجاجة في نومي السابق!! وقد استطاعوا بمساعدة الكلاب الظَّفر بي. وكنتُ في اللحظة التي أيقظتني فيها على وشك أن أتلقَّى ضربةً مميتة من عصا أحدهم. وكانت الكلاب توشكُ أن تمزِّقني إرباً. ضحك العصفورُ من كلام الثعلب، وقال وهو يعودُ إلى غصنه: - لا أعرفُ إن كان هذا الثعلب أحمق أم محتالاً!