افتتح في ساراييفو أمس الخميس مؤتمر ميثاق استقرار منطقة البلقان الذي سيتحول في يومه الثاني والأخير الى قمة يحضرها رؤساء دول وحكومات والمسؤولين في 65 دولة ومنظمة دولية. ويتوقع ان يقدم الرئيس بيل كلينتون في ساراييفو اليوم تصوره لمستقبل البلقان. شارك رؤساء ومسؤولون في تسع دول من جنوب شرقي أوروبا في مؤتمر ميثاق استقرار البلقان الذي افتتح أعماله في ساراييفو أمس. والمشاركون من البوسنة وكرواتيا وسلوفينيا وهنغاريا ورومانيا وألبانيا ومقدونيا وبلغاريا وتركيا اضافة الى مسؤولين كبار في المنظمات الأوروبية والأممالمتحدة وحلف شمال الأطلسي والمؤسسات المالية الدولية. واستبعدت يوغوسلافيا عن المؤتمر بسبب بقاء الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش في السلطة، بينما دعي رئيس الجبل الأسود ميلو جوكانوفيتش وممثل "التحالف من أجل التغيير" الصربي المعارض دراغوسلاف افراموفيتش للحضور بصفة مراقبين. وأكد المجتمعون أمس على أهمية قيام المجتمع الدولي بمساعدة دول المنطقة البلقانية اقتصادياً واقامة علاقات ديموقراطية بين شعوبها وتوفير الأمن اللازم لها. واضافة الى المشاركين في اجتماع أمس فإن قادة دول معنية بمنطقة البلقان سيحضرون اجتماع اليوم، اذ يشارك حوالى 65 رئيس دولة ومنظمة دولية. واتخذت اجراءات أمن غير عادية في انحاء البوسنة - الهرسك وجُند لها 20 ألف شرطي محلي بوشناقي وكرواتي وصربي و30 ألف عسكري من قوات حلف شمال الأطلسي في البوسنة. وحددت الحركة العامة في جميع ارجاء البوسنة - الهرسك وخصوصاً العاصمة ساراييفو التي منعت فيها تنقلات كافة أنواع المركبات الخاصة اضافة الى الطلب من السكان اغلاق أبوابهم ونوافذهم المطلة على الشوارع العامة. وذكرت مصادر صحافية في ساراييفو ان المخاوف الأمنية تركزت على كل من المتطرفين الصرب والجماعات الاسلامية المتشددة بمن فيهم اتباع أسامة بن لادن حيث تزامن انعقاد المؤتمر مع الذكرى السنوية الأولى للانفجارات التي وقعت في السفارتين الأميركيتين في كينيا وتنزانيا. وتردد في ساراييفو انه تم طرد عدد من المسلمين الأجانب بتهمة الانتماء الى جماعات ابن لادن الذي كان حسب مصادر ديبلوماسية غربية في البوسنة، تعهد ان يسجل في تلك الذكرى هجوماً آخر على مصالح أميركية. ويتوقع ان يطرح الرئيس الأميركي بيل كلينتون اليوم أثناء قمة البلقان تصوراً للمنطقة "وهي تعيش حال استقرار من دون وجود الرئيس ميلوشيفيتش في رئاسة يوغوسلافيا". وأشارت مصادر مطلعة الى أن البيان الختامي للقمة سيتضمن "سبل دمج منطقة البلقان ببقية أوروبا". اولبرايت على صعيد آخر، أطلق عيار ناري في بريشتينا أمس قرب موكب وزيرة الخارجية الأميركية مادلين اولبرايت التي كانت في زيارة للمدينة. وكان موكبها متوجهاً الى مقر بعثة الأممالمتحدة في وسط المدينة أثناء اطلاق النار الذي أفاد ناطق باسم قوات حلف شمال الأطلسي في كوسوفو بأنه "انطلق بطريق الخطأ من سلاح أحد رجال الحراسة المصاحبة للزعيم الألباني هاشم ثاتشي أثناء مغادرته لسيارته وأنه لم يصب أحد في الحادث". وناشدت اولبرايت أثناء وجودها في بريشتينا السكان الصرب "عدم مغادرة الاقليم". وقالت "ان النظام الجديد في الاقليم يقوم على حماية الصرب لأن الكل يريد أن يرى مجتمعاً متعدد الأعراق في كوسوفو". ومن جهة أخرى، قتل جندي أميركي من القوة الأميركية في كوسوفو أمس في حادث سير. وهو الأميركي الثالث الذي يلقى مصرعه في الاقليم منذ انتشار قوات حلف شمال الأطلسي فيه. وأفادت مصادر مطلعة في كوسوفو ان القوات الدولية عثرت في اليومين الماضيين على 12 شخصاً من الصرب والألبان قتلى وغالبيتهم في بريشتينا. الى ذلك، ذكرت وكالة الأنباء اليوغوسلافية المستقلة "بيتا" ان حركة التجديد الصربية التي يتزعمها المعارض القومي المعتدل فوك دراشكوفيتش نشرت "برنامجها للوفاق الوطني" ودعت جميع الأحزاب الأخرى الى دعمه. ويتضمن البرنامج ست نقاط تنص على "تشكيل حكومتين انتقاليتين واحدة لجمهورية صربيا والأخرى للاتحاد اليوغوسلافي وتكلفان بالتحضير لانتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة".