أكد لبنان مجدداً امس تمسّكه بحرفية تفاهم نيسان ابريل، في حين اعتبر السفير الاميركي ديفيد ساترفيلد ان لجنة مراقبة وقف اطلاق النار المنبثقة من التفاهم "لا تزال الاطار الاصلح والأفعل" لحلّ التوترات في جنوبلبنان. نقل نواب زاروا رئيس الجمهورية أميل لحود في مقر الرئاسة الصيفي في بيت الدين، "تأكيده التزام لبنان حرفية تفاهم نيسان، ورفض محاولات اسرائيل تجاوزه أو تعديله". وأشادوا ب"صلابة الموقف اللبناني في مواجهة مخططات العدو". وأعلن رئيس الحكومة سليم الحص امس ان "لجنة المراقبة لا تزال الاطار الأنسب". وعزا، في حديث اذاعي، الاعتداءات الاخيرة الى "رغبة اسرائيل في القضاء على تفاهم نيسان". وأكد "تمسّك لبنان بتطبيق القرار الدولي الرقم 425، وهو سيبقى في حال صراع مع اسرائيل ما دامت تحتل جزءاً من أراضيه، وان اللبناني سيستمر في المقاومة حتى انسحاب المحتل من أراضيه". وكان الحص التقى السفير ساترفيلد الذي قال على الاثر "ناقشنا الوضع المستجد في الجنوب ومواضيع تتعلق بتفاهم نيسان ولجنة المراقبة، وأكدت له دعم حكومتي المطلق لتفاهم نيسان ولتطبيقه الكامل من جانب كل الاطراف ودعم الجميع لجنة المراقبة، اننا نؤمن بان التفاهم واللجنة يؤمنان الآلية الأفضل والأفعل لمعالجة التوترات والتخفيف منها وحماية المدنيين في جنوبلبنان". واضاف "أبلغت الى الرئيس الحص ان لجنة المراقبة والتفاهم من شأنهما وقف الكاتيوشا على شمال اسرائيل والاعتداءات على المدنيين والمنشآت في لبنان، وهذا ما يدعو اليه صراحة التفاهم، وقد وافق عليه جميع الاطراف بمن فيهم الحكومة اللبنانية، ونأمل بأن يحترم الاتفاق في شكل كامل من الجميع وبأن تتم حماية المدنين والممتلكات اللبنانية، وبالا تتكرر الافعال التي حدثت في المدة الاخيرة وادت الى التصعيد. من مصلحة جميع الاطراف العمل في شكل بناء للتخفيف من حدة التوتر في الجنوب وتأمين المناخ المناسب لانطلاق مفاوضات السلام من جديد". وعن موعد الاجتماع المقبل للجنة المراقبة، قال ان رئيس الحكومة الاسرائىلية ايهود باراك "أبلغ الى الكنيست الاسرائىلية انه شكّل حكومته ونتوقع ان يتسلم مهامه الاسبوع المقبل، وسنتصل بحكومته لتحديد موعد اجتماع لجنة المراقبة المقبل". وسئل "هل تعتقد ان فصل الصيف سيكون حاراً خصوصاً ان هناك وقتاً ضائعاً في اسرائيل؟ أجاب "نأمل بان يشهد هذا الصيف معاودة مفاوضات السلام وتقتصر حرارة الصيف على المناخ فقط". الى ذلك، عرض الملحق التجاري في سفارة فرنسا في لبنان لوران هام مع المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان جورج معوض الاتصالات التي تجريها المؤسسة لتأمين المعدات البديلة من تلك التي دمّرت وتضررت بفعل الاعتداءات الاسرائىلية الاخيرة على محطتي الجمهور وبصاليم. وأبدى هام الاستعداد لاجراء اتصالات مع الشركات الفرنسية التي تتوافر فيها مثل تلك المعدات والعمل على تأمينها. يُذكر ان "كهرباء لبنان" عقدت سلسلة اجتماعات عمل مع ممثلي "كهرباء فرنسا" في لبنان لتوفير المساعدة التي تتطلبها اعادة الوضع الكهربائي الى طبيعته. وأكد عضو اللجنة المالية الفرنسية النائب ميشال شاراس ان بلاده تدرس سبل مساعدة لبنان لتأهيل محطات الكهرباء بعد التطورات الاخيرة، بعد زيارته رئيس المجلس النيابي نبيه بري والرئيس الحص. وقال انه سيطلع على طريقة صرف أموال المساهمين الفرنسيين في لبنان. واعتبرت "كتلة الوفاء للمقاومة" حزب الله ان القصف الاسرائىلي الذي طاول المدنيين والبنى التحتية "تعبير عن حال انتقامية يريد العدو منها ان يجد متنفساً لجنوده وعملائه من جراء الخسائر الكبيرة والفادحة التي أوقعتها المقاومة فيهم". وأعربت عن تقديرها وشكرها لجميع الذين وقفوا مع لبنان وساندوه في محنته. ورأت ان "لجوء الكيان الصهيوني الى تأجيل اجتماعات لجنة تفاهم نيسان ابريل والذي ترافق مع التحركات الاميركية في محاولة لصرف نظر العالم عن الممارسات البشعة للكيان الصهيوني يؤكدان ان العدوان الصهيوني مخطط ومبرمج مع الادارة الاميركية لتحقيق المكاسب التي عجز العدو عن تحقيقها من خلال عدوانه". وتجمّع امس عشرات العمال في ساحة رياض الصلح امام مبنى "اسكوا" رافعين شعار "ارضنا لن تضيع وبلادنا نبنيها بسواعدنا والعدوان الى فشل والجنوب سينتصر"، بدعوة من ال الاتحاد العمالي العام وهيئة التنسيق النقابية، وبمشاركة رئيس الاتحاد الدولي للعمال العرب حسن جمام وعدد من النواب والوجوه النقابية والحزبية والطالبية. وأكد رئيس الاتحاد العمالي الياس ابو رزق "تمسك لبنان بالأمم المتحدة"، آملاً "بان يتعزز دورها في اطار مبادئ العدالة والديموقراطية والحرية في عصر التوحش الاقتصادي المفتوح". وطالب الاممالمتحدة بان "تلزم اسرائيل الانسحاب من الجنوب والبقاع الغربي والجولان، وإقرار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفق القرارات الدولية". ونقل جمام "تحيات العمال العرب الى اللبنانيين شعباً وحكومة ومقاومة"، ورأى "ان مفهوم السلام العادل والشامل لا يزال بعيداً من الكيان الصهيوني". وكرر مطالبته "بالانسحاب الاسرائيلي من جنوبلبنان تطبيقاً للقرار الرقم 425". وسلّم المعتصمون الى احد ممثلي "اسكوا" في لبنان مذكرة احتجاج موجهة الى الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان تستنكر العدوان الاسرائيلي وتؤكد حق اللبنانيين في المقاومة. وأفادت سفارة لبنان في لندن ان كثراً من اللبنانيين واصدقاء لبنان المقيمين في بريطانيا يتصلون بها معربين عن "تضامنهم ورغبتهم في الاسهام في اعادة اعمار ما ألحقه الاعتداء الاسرائىلي فأفادتهم ان الحكومة اللبنانية خصصت حساباً خاصاً لدى مصرف لبنان المركزي من اجل ذلك، رقمه 700362123. وأعلن اتحاد غرف التجارة والصناعة في لبنان تبرّعه بخمسين مليون ليرة لبنانية "مساهمة رمزية منه في اعادة اعمار ما تهدم. وردّت "المنظمة العالمية اللبنانية" WLO على حديث الرئيس الاسرائيلي عزرا وايزمان الى "الحياة" في 26 حزيران يونيو الماضي عن عدم ممانعته نشر ما بين اربعة آلاف جندي سوري وخمسة آلاف في الجنوب. فقالت ان قرار نشر الجيش السوري في لبنان، وعلى أي بقعة من بقاعه قرار لبناني لا اسرائىلي، وان الاتفاقات التي تهدف الى تقديم لبنان الى سورية ارضاء لسياسة الحكومة الاسرائىلية، مرفوضة من اللبنانيين، المقيمين والمنتشرين".