توعد "حزب الله" اسرائيل بعدما عاودت ضم بلدة أرنون في جنوبلبنان، الى الشريط الحدودي المحتل. ويدخل ضم البلدة يومه الثالث، بالتزامن مع الذكرى الثالثة لمجزرة قانا التي ارتكبتها القوات الاسرائىلية في 18 نيسان ابريل 1996 وأودت بحياة 110 من اللبنانيين الاطفال والنساء والشيوخ اثناء عملية "عناقيد الغضب" راجع ص4. وغداة الذكرى، أي غداً الاثنين، تجتمع لجنة المراقبة المنبثقة من تفاهم نيسان، الذي تمّ التوصل اليه لوقف العمليات الاسرائىلية التي تسببت في المجزرة، للبحث في الشكوى اللبنانية لضمّ اسرائيل أرنون، وفي شكوى اخرى ضد اسرائيل لاصابة جنودها مصوراً صحفياً كان يغطي الحصار الذي فرضه الاسرائىليون على البلدة أول من أمس. واستعداداً لاجتماع اللجنة، بحث رئيس الحكومة اللبنانية الدكتور سليم الحص مع السفير الاميركي في بيروت ديفيد ساترفيلد امس احتمالات الموقف داخل اللجنة، التي ستجتمع برئاسة الجانب الاميركي وتضمّ ايضاً فرنسا وسورية اضافة الى لبنان واسرائيل. وقال الحص بعد لقائه ساترفيلد انه بحث معه ما ينتظره لبنان من الاجتماع، وزاد: "ما قامت به اسرائيل في الشريط الحدودي المحتل خطوة غير مقبولة ويجب ان تنسحب من البلدة فوراً". وأوضح انه ناقش مع ساترفيلد هذا الأمر، وفيما أحجم السفير عن الادلاء بأي تصريح، علمت "الحياة" ان الحص أجرى اتصالاً بوزير الخارجية السوري فاروق الشرع للبحث في المستجدات بعد ضمّ أرنون، وتنسيق الموقف في لجنة تفاهم نيسان. وقالت مصادر الحص انه أكد للشرع ان لبنان سيدعو خلال الاجتماع الى اصدار اللجنة قراراً بخروج اسرائيل من أرنون فوراً. لكن مصادر ديبلوماسية غربية أعربت عن اعتقادها ان هناك صعوبة في التوصّل الى اجماع على هذا المطلب اللبناني، لأن الجانب الاسرائىلي سيتذرّع بعدم نية الدولة اللبنانية الحؤول دون تنفيذ المقاومة عمليات ضد قواته عبر أرنون. واعتبر رئيس المجلس النيابي نبيه بري امس في كلمة لمناسبة ذكرى مجزرة قانا ان "اسرائيل تحاول التراجع عن تفاهم نيسان بحجة انه يقيد حركة الجيش الاسرائىلي". وأعلن انه سيقدم "شكوى أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي ضد اسرائيل، تعويضاً عن مجزرة قانا". وقال الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله. في تعليقه على اعادة ضمّ أرنون: "لا يجوز ان نفاجأ بذلك ولا بارتكاب أي مجزرة ولا بممارسة أي عدوان جديد". وهاجم السفير الاميركي قائلاً: "منذ اليوم الأول لتحرير أرنون من قبل الطلاب في 26 شباط/ فبراير الماضي راهن الأميركيون والاسرائىليون على معادلة: اذا أردتم ألا نعود الى أرنون أعطونا التزاماً بان المنطقة محيّدة عن عمل المقاومة. وأرسِلت رسائل بذلك وكان السفير الاميركي الوقح غير مقصّر في ذلك بل أثار التهويل والتهديد". وأكد نصرالله ان "الاعداء لم يتمكنوا من انتزاع تعهد من هذا النوع لا من المقاومة ولا من الحكومة والدولة". وتوعّد الاسرائىليين قائلاً: "ستثبت لكم الأيام والأسابيع والشهور المقبلة ان احتلال أرنون لن يحمي جنودكم وقوافلكم في تلك المنطقة، وسنثبت لكم ان اجراءاتكم لن تجدي نفعاً". وجاء كلام نصرالله رداً على تذرع اسرائيل بان ضمّها أرنون هدفه منع استخدام "حزب الله" البلدة معبراً لشنّ هجمات على جنودها.