اعتمدت أنقرة الحوار المباشر مع طهران بدل الحرب الكلامية التي دارت بين الجانبين في وقت بدأت اللجنة الأمنية التركية - الايرانية اجتماعتها في مدينة اورومية امس . وابلغت مصادر مطلعة في انقرة "الحياة"، امس، ان الوفد التركي حمل الى الاجتماعات ملفاً عن وجود عثمان اوجلان في الاراضي الايرانية، في محاولة لممارسة ضغط شبيه بالذي مورس مع سورية وأدى الى خروج شقيقه عبدالله اوجلان بحثاً عن مأوى واعتقاله لاحقاً على ايدي الاستخبارات التركية. وكان ملفتاً تصريح رئيس الوفد الايراني ان بلاده لن تسمح بأي شكل من الأشكال بوجود العناصر المعادية لتركيا على أراضيها. وتألف الوفد التركي من أربعين عضواً من العسكريين والخبراء برئاسة الجنرال بكير اوغرلو، فيما رأس الوفد الإيراني اللواء حق جو الذي اعتبر حضور الوفد التركي دليلاً على حسن نيات تركيا في حل مشاكلها مع جارتها عبر الطرق السلمية. وأضاف ان لدى إيران "عزماًِ كبيراً" على حفظ الأمن وعلاقات حسن الجوار. وأكد رئيس الوفد التركي ضرورة حفظ الاستقرار على الحدود التركية - الإيرانية، مشيراً إلى رغبة بلاده في تطوير علاقاتها مع إيران. وتفقد الوفدان مدينة بيران شهر شمال غربي ايران التي تعرضت للقصف التركي أخيراً، فيما أفادت مصادر قريبة من الخارجية الإيرانية بأن طهران ستطلق قريباً سراح اثنين من العسكريين الأتراك كانا وقعا في أسر القوات الإيرانية، اثر الاشتباكات التي وقت بين الجانبين في منطقة خوي الحدودية شمال غربي إيران. واعتبرت المصادر ذاتها أن هذه الخطوة تمثل بادرة حسن نية من الحكومة الإيرانية. في غضون ذلك، ذكرت مصادر الخارجية التركية انه في حال فشل هذه اللجنة في حل القضايا العالقة ينتقل الحوار الى مستوى ديبلوماسي اعلى. وصرح الناطق باسم الخارجية سرمد اطاجانكي بأن انقرة تأمل في أن تتعاون طهران معها امنياً لمكافحة نشاطات حزب العمال الكردستاني الارهابية، وان يبدأ هذا التعاون بتسليم الجنديين التركيين ويستمر لحل بقية الخلافات بين البلدين. وشبهت مصادر مطلعة في انقرة هذه اللجنة التركية - الايرانية باللجنة التركية - السورية التي توصلت الى اتفاق اضنة الامني في تشرين الاول اكتوبر الماضي. ولم تستبعد هذه المصادر في حديثها الى "الحياة" ان يكون الهدف الذي يسعى اليه الوفد التركي في هذه المحادثات هو تسليم عثمان اوجلان. وذكّرت بالحملة الاعلامية المنظمة التي تزامنت مع الازمة الاخيرة وركزت على وجود عثمان اوجلان في ايران. وبهدف بحث سياسة تركيا تجاه ايران، اجتمع الرئيس سليمان ديميريل مع كل من قائد الاركان حسين كفرك اوغلو ومستشار المخابرات شانكال اطاصاجون ورئيس الوزراء بولنت اجاويد كل على حدة في وقت متأخر من مساء امس.