بدأ وزير الخارجية التركي اسماعيل جيم أمس زيارة لطهران تستمر ثلاثة ايام يواجه خلالها مهمة صعبة تتمثل باقناع ايران بجدية تحذيرات تركيا من عواقب السماح لحزب العمال الكردستاني بزعامة عبدالله اوجلان بالعمل في الأراضي الايرانية، وبعدم تعريض مصالح تركيا في مجالي النفط والغاز الى الخطر بسبب هذه القضية. وستكون قضية حزب العمال في مقدم المواضيع خلال محادثات الوزير التركي في طهران، اذ تؤكد أنقرة ان مقاتلي الحزب يتسللون الى الاراضي التركية من ايران، بعدما حرم الحزب من قواعده في شمال العراق نتيجة التعاون بين الجيش التركي والحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني. وقالت مصادر مطلعة في أنقرة ان الوزير جيم سيقدم الى المسؤولين الايرانيين قائمة مفصلة بالمعسكرات والمرافق التي يستخدمها حزب العمال في ايران، خصوصاً في المناطق المحاذية لاقليمي وان وحكاري التركيين، اضافة الى مكاتب الحزب ومخابئه في اورومية وطهران. وتنفي ايران بشدة دعم مقاتلي الحزب أو تقديم معونات وتسهيلات اليهم. ومن عناصر التوتر بين طهرانوأنقرة ايضاً تنديد ايران بالتعاون المتزايد بين تركيا واسرائيل، فيما تنظر تركيا بقلق الى تنامي العلاقات بين ايران واليونان وارمينيا. وينتظر ان يعرض الوزير التركي مع المسؤولين الايرانيين التقدم الذي تحقق في مشروع انشاء خط أنابيب الغاز من ايران الى تركيا، ضمن صفقة بين الطرفين قيمتها 23 بليون دولار. وفي مقابل الاتفاق الايراني - التركي على قضية الغاز هناك التنافس بين طهرانوأنقرة في ما يخص حقول نفط بحر قزوين. وعرضت تركيا نقل نفط اذربيجان الى المتوسط عبر اراضيها، فيما عرضت روسيا نقل النفط الى الاسواق العالمية عبر خط شمالي يمر في أراضيها. وطرحت ايران على الشركات الغربية العاملة في منطقة بحر قزوين الحصول على كميات محددة من نفط اذربيجان مع تصدير كميات مساوية من النفط الايراني الأفضل من حيث النوعية، من خلال مرافئها على الخليج.