اكد نائب رئىس مجلس الوزراء اليمني عبدالقادر باجمال ان لدى اليمن والسعودية "الحرص الكبير والنية الصادقة لتحقيق وانجاز الاتفاق الحدودي" بين البلدين، مشدداً على أن "الظروف مهيأة لتحقيق الاتفاق في الفترة الحالية"، في إشارة الى قرب التوصل الى ترسيم كامل للحدود. وقال باجمال في حديث هاتفي الى "الحياة" من ماربيا، حيث يرافق الرئىس علي عبدالله صالح في زيارته لأسبانيا بهدف مقابلة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، إن القمة السعودية - اليمنية التي عقدت أول من أمس "كانت ممتازة". ووصف العلاقات بين صنعاءوالرياض بأنها "مهمة واستراتيجية". وقال إنها "فرصة طيبة للاطمئنان الى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد، وهو في صحة جيدة". وعن المحادثات التي أجراها الزعيمان قال باجمال: "دار حديث ممتاز يعكس عمق الأخوة والمودة والمشاعر الطيبة التي نُكنها للملك فهد، وهي على كل حال لفتة من الأخ الرئيس علي عبدالله صالح أن لا يترك فرصة تتاح إلا ويزور أخاه الملك فهد، حيث تربطهما روابط شخصية متميزة". وزاد: "انطباعاتي عن اللقاء أن له دلالات طيبة، إذ جرى خلاله بحث أمور كثيرة في مقدمها العلاقات بين البلدين، وكل مجالات التعاون، وبخاصة مجالات العمل العربي المشترك، وقد اطلع الرئىس الملك على نتائج جولته المغاربية التي اختتمها قبل أيام". وسألت "الحياة" نائب رئىس الوزراء اليمني، هل تطرقت المحادثات التي اجراها الملك فهد مع الرئيس صالح الى الموضوع الحدودي بين الرياضوصنعاء تحديداً؟ فأجاب: "بصراحة لم يكن هناك بحث في الموضوع تفصيلاً، لكن عندما يجري الحديث عن العلاقات بين البلدين لا بد أن يتم التطرق للمسائل الحدودية ولو إجمالاً". وواصل: "لم نرد الدخول في تفاصيل الحدود، لأن هدف الزيارة اساساً هو الاطمئنان الى صحة الملك، وتركنا الأمر للاجراءات التي تسير بشكل جيد، ولعمل اللجان المشتركة، ونحن مطمئنون إلى أن هذه اللجان تحقق نتائج إيجابية، طالما لدى الجميع حرص كبير ونية صادقة لتحقيق الانجاز والاتفاق، ومادام لدى القيادتين اصرار على انهاء الموضوع". وأبدى باجمال تفاؤلاً بالتوصل الى حل، وقال: "نحن نتقدم خطوات جيدة نحو حل الموضوع الحدودي، وفي تقديري أننا لانحتاج إلى وقت طويل فالظروف مهيأة لتحقيق الاتفاق في هذه الفترة". لكنه شدّد على أن ذلك يتطلب "صبراً لتنضج العوامل المساعدة على هذا الاتفاق على نار هادئة". وقال باجمال: "لابد لاستمرار هذا التفاؤل بقرب التوصل إلى حل من تحقق أمرين، أولهما: أن تكون الحقائق لدى الاطراف واضحة لا لبس فيها، ونحن نقترب من الوصول إلى هذه الحقائق وإن لم نصل إليها كلها. وثانيهما: توفر الإرادة السياسية لدى الجانبين، ولاينكر أحد أن هذه الإرادة موجودة وبقوة". وزاد: "إن تحقق هذين الشرطين ربما يحتاج لإنعاش اكثر". وسألت "الحياة" الوزير اليمني، ماهي هذه الحقائق التي يرى أن وضوحها لدى الطرفين مهم لتحقيق الاتفاق الحدودي؟ فرد: "هي الحقائق القانونية والتاريخية والجغرافية والاجتماعية، إضافة إلى الحقائق الموجودة على الأرض"، مؤكداً أنه "اذا التقت هذه الحقائق لدى الطرفين، وآمنّا بها، فإن ذلك سيعطي نتيجة تدفع بالإرادة السياسية نحو الحل".