علمت "الحياة" ان السعودية واليمن اتفقتا على تشكيل لجان "لمنع أي استحداثات أو مشكلات قد تقع على الحدود" بين البلدين. وزار نائب رئيس الوزراء اليمني وزير الخارجية السيد عبدالقادر باجمال جدة أمس حيث قابل ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني الأمير عبدالله بن عبدالعزيز والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي وزير الدفاع والطيران الأمير سلطان بن عبدالعزيز، واجتمع أيضاً مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الذي اعلن ان "المبدأ الأساسي" في ما اتفق عليه الجانبان هو "ان الاختلاف على المصالح المشتركة ممنوع، بل حرام في لغة التعامل بيننا وبين الأشقاء في اليمن" راجع ص 4. وقال مصدر يمني مطلع ل "الحياة" ان الأمير عبدالله أكد أن "اليمنيين إخوة وأشقاء لنا، والرئيس اليمني علي عبدالله صالح أخٌ عزيز"، وشدد ولي العهد السعودي على أن "الشعب السعودي والشعب اليمني لا يختلفان ولا يفترقان". ونقل المصدر عن الأمير عبدالله قوله خلال استقباله باجمال الذي سلمه رسالة من الرئيس اليمني، أن "السعودية تتألم لما تتألم له اليمن، واليمن تتألم لما تتألم له السعودية". وأوضح المصدر أن نائب رئيس الوزراء اليمني نقل للأمير عبدالله تحيات الرئىس علي صالح، وحرصه على تعزيز العلاقات مع السعودية. واستقبل الأمير سلطان بن عبدالعزيز باجمال، الذي زار السعودية تلبية لدعوة من الأمير سعود الفيصل، بهدف احتواء الاشتباك الحدودي الذي وقع الأحد الماضي في جزيرة الدويمة في البحر الأحمر. وسألت "الحياة" وزير الخارجية السعودي عن المؤتمر الصحافي الذي عقده في صنعاء صباح أمس وزير الداخلية اليمني اللواء حسين عرب وتحدث فيه عن الحدود بين البلدين، وعن "اختراقات" سعودية للحدود، فأجاب انه "إكراماً لوزير الخارجية اليمني" يرفض "التعليق على أية تصريحات أياً يكن مصدرها، طالما أن الوزير باجمال أتى على رأس وفد يمني رفيع المستوى ليبحث مع القيادة السعودية في تطوير العلاقات بين البلدين". وجدد الأمير سعود الفيصل تأكيد السعودية ان "أي خلاف يمكن أن ينشأ بين السعودية واليمن يمكن حله عن طريق اللجان الحدودية المشتركة، وليس عن طريق البيانات والتصريحات التي تزيد الموقف تأزيماً ولا تساعد في التوصل الى الحلول التي تتطلع اليها القيادتان في البلدين الشقيقين". وكان الأمير سعود الفيصل عقد مع باجمال فور وصوله الى جدة اجتماعاً استمر ثلاث ساعات، وكشف مصدر مطلع ل "الحياة" أن الجانبين السعودي واليمني "اتفقا على تشكيل لجان تمنع أي استحداثات أو مشكلات قد تقع على الحدود بين البلدين". وقال باجمال رداً على سؤال ل "الحياة" قبيل مغادرته جدة ان محادثاته في السعودية أسفرت عن اتفاق على "نقاط أساسية ستكون قاعدة وثوابت نتحرك من خلالها، وإن شاء الله ستكون حركة اللجان في الواقع أكثر دلالة من الكلام. نشعر جميعاً أننا قمنا بعمل يرضي ضمائرنا وشعوبنا التي تتطلع دائماً الى الأمن والاستقرار والسلام، وبناء ثقة كبيرة تدعمنا مواقف الشعبين الشقيقين في المملكة واليمن، بما يجعلنا نتحمل مسؤولية تاريخية كي نجعل المستقبل اكثر ازدهاراً وعطاء وثقة بين الشعبين". وكان باجمال قال لدى وصوله الى المطار ان لزيارته "أهمية خاصة" نظراً الى "الظروف التي تمر بها العلاقات اليمنية - السعودية"، مؤكداً أن هذه "الظروف تشهد بعض المسارات الحرجة". وأكد "رغبة القيادة اليمنية في معالجة ما يستجد من ملابسات او تعقيدات بروح ودية وأخوية وبالطرق السلمية". وزاد: "اعتقد ان القيادة السعودية تشاطر القيادة اليمنية هذا الشعور من أجل أن نتوصل إلى رؤية مشتركة ومنطلقات تؤكد حرصنا جميعاً على المضي في حل كل القضايا المتصلة بالحدود والأمن والعلاقات السياسية والاقتصادية بروح التعاون والتفاهم السلمي وفي اطار معاهدة الطائف ومذكرة التفاهم، وبما يفوت الفرصة على من يسعون إلى تعكير العلاقات والامن والاستقرار في المنطقة". وذكر ان "المحادثات حول الحدود قطعت شوطاً ايجابيا وطيبا، ولم يبقَ إلا تحديد نقطتي جبل الثأر ورأس المعوج في خط الحدود الذي نصت عليه معاهدة الطائف وملاحق الترسيم المتصلة بها". واعرب الأمير سعود الفيصل عن سروره بزيارة باجمال، وقال إن هدفها "البحث في المواضيع ذات الاهتمام المشترك لا سيما ما يتعلق بقضايا الحدود بين البلدين الشقيقين"، مؤكداً أن "هذه المناسبة ستكون فرصة طيبة نحو معالجة ما يهم البلدين الشقيقين بروح المودة والتفاهم، انطلاقاً مما يجمع بينهما من وشائج الأخوة العربية الاسلامية وروابط حسن الجوار". وكان باجمال أعرب في تصريحات قبل مغادرته صنعاء الى جدة عن أسفه الشديد للحادث الحدودي في جزيرة الدويمة، وقال: "علينا أن نمنع تكرار ما حدث وازالة أسبابه نظراً الى خطورة انعكاساته على علاقات الشعبين الشقيقين". وتابع ان "الشعب اليمني يكن للشعب السعودي كل تقدير واحترام ويتطلع الى تحقيق علاقة حميمة ومتطورة، وحل قضايا الحدود بصورة ودية وعادلة ومقبولة، على قاعدة مبدأ لا ضرر ولا ضرار". يذكر أن وزير الداخلية اليمني تحدث في مؤتمره الصحافي في صنعاء عن عدد من "الاختراقات" السعودية في منطقة الحدود، والتي كان وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز نفاها في مؤتمر صحافي ليل الاثنين الماضي.