هل يمكن التكهن من خلال الإنتخابات الفرعية التي أجريت أول من أمس لملء خمسة مقاعد شاغرة في المجلس البلدي في جونيه، بأن قضاء كسروان - الفتوح يشهد إعادة خلط أوراق على صعيد التحالفات السياسية ستظهر في الإنتخابات النيابية المقبلة في العام الألفين؟ لا يجوز التقليل من الأبعاد السياسية التي أدت إلى انحسار المعركة الفرعية الرئيسية بين النائب رشيد الخازن والوزير السابق جورج افرام اللذين دعما لائحة خاضت الإنتخابات البلدية العام الماضي إلى جانب النائب فارس بويز، ضد تحالف النائبين الياس الخازن ومنصور غانم البون. وفي قراءة أولية للمجريات السياسية، يسجّل الآتي: - بروز طلائع تحالف بين النائبين الياس الخازن ومنصور البون الذي تردد أن أنصاره دعموا اللائحة الفائزة وافرام في مقابل اللائحة الراسبة المدعومة من النائبين رشيد الخازن وفارس بويز الذي لم يكن في جونيه اثناء المعركة وفضّل الانتقال الى منزله في فقرا، وقيل أن محازبيه عملوا لمصلحة ابن شقيق الخازن، فريد الخازن الذي ترأس اللائحة الراسبة. - دخول افرام من الباب الواسع في المعادلة السياسية، تمهيداً لخوضه الانتخابات النيابية، ونجاح النائب البون في اعادة الإعتبار إليه، إذ أن معظم الأعضاء الفائزين خاضوا الإنتخابات العام الماضي على لائحة شقيقه التي خسرت أمام اللائحة المدعومة من رشيد الخازن، وتراجع نفوذ آل الخازن على نحو يحول دون التعامل معهم، كأنهم قوة مقررة في جونيه. - ان المنافسة البلدية دارت بين قوى محسوبة في معظمها على العهد، في وقت يسجل للحكومة الحياد في المعركة، وستضطر الى مراجعة حساباتها منذ الآن تمهيداً لقيام أحلاف جديدة. - سجل حزبا الكتائب والوطنيين الأحرار وتيار "القوات اللبنانية" المحظورة تراجعاً، نظراً إلى وقوفها إلى جانب اللائحة الراسبة، على خلاف التيار الوطني الحر بزعامة العماد ميشال عون الذي دعم اللائحة الرابحة. وعليه، أصبحت كسروان اليوم امام مشهد سياسي جديد يستدعي مراقبة اعادة تركيب التحالفات قبل عام من الانتخابات النيابية.