وصف الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة زيارته للمغرب بأنها كانت من مشيئة الاقدار التي "ساهمت في تسريع قدومي بعد وفاة الملك الراحل الحسن الثاني". وقال في رسالة الى الملك محمد بن الحسن إثر مغادرته المغرب عائداً الى الجزائر: "ارادت الاقدار ان تجدد العهد بما يجمع بيننا وبين شعبينا وبين بلدينا". ووصف القمة التي كانت ستجمعه مع الراحل الحسن الثاني بأنها من فعل قضاء الله الذي "حال دون اللقاء الذي كنا نأمل به صادقين متشوقين". واضاف: "استودعكم الله الى لقاء قريب. وأنا مستبشر خيراً". وجدد عزمه العمل مع الملك محمد بن الحسن "يداً في يد في سبيل الوفاء بما كان يتطلع اليه الفقيد الراحل من خير للشعبين الشقيقين ومتانة وشموخ لصرح المغرب العربي الكبير". الى ذلك، نقل عن الرئيس الجزائري القول "اننا سنعمل جميعاً مغاربة وجزائريين من اجل التغلب على محنة غياب الملك الحسن الثاني". وأكد انه سيلتقي العاهل المغربي الجديد قريباً. ووصف المحادثات التي اجراها معه خلال تقديم تعازيه في القصر الملكي في الرباط اول من امس بأنها كانت مثل المحادثات التي أجراها جميع الرؤساء، في اشارة الى تغليب الجانب العاطفي فيها على القضايا السياسية. لكنه أعاد التأكيد انه قال للملك محمد بن الحسن انه سيجد فيه "الأخ العزيز". وجدد عزم بلاده على مواصلة تحسين علاقات البلدين. وقال: "سندرس معاودة فتح الحدود في وقته". وأضاف: "اعتقدت دائماً بأن المغرب لن يرحل عن مكانه والجزائر لن ترحل ايضاً. وكنت دائماً على يقين أن العلاقات بين البلدين ستتحسن يوماً ما. وقد شرعت في هذا العمل مع الملك الراحل الحسن الثاني وساواصله مع نجله الملك محمد بن الحسن" وسئل الرئيس الجزائري عن موقف بلاده من تطورات قضية الصحراء التي اثّرت في مسار العلاقات المغربية - الجزائرية سنوات طويلة، فقال إن "مستقبل الصحراء بين ايدي الاممالمتحدة. وهناك ايضاً اتفاقات هيوستن. قضية الصحراء مشكلة دولية صرف". ووصف غياب الراحل بالقول: "يجب الا يشعر المغاربة انهم وحدهم فقدوا ملكهم، فنحن ايضا فقدناه، وكان رحمه الله رجلاً يحب الجزائر". وشكل حضور الرئيس بوتفليقة جنازة الملك الراحل حدثاً بارزاً. إذ ان زيارته هي الأولى للمغرب منذ توليه مقاليد الحكم في بلاده في نيسان ابريل الماضي. واشاع حضوره أملاً بتسريع خطوات الانفراج بين البلدين. وأجرى بوتفليقة محادثات مع رئيس الوزراء المغربي السيد عبدالرحمن اليوسفي قبل مغادرته المغرب عرضت العلاقات الثنائية والملفات الاقليمية، خصوصاً التحركات الهادفة الى تسريع عقد القمة المغاربية - المؤجلة منذ سنوات - في الجزائر في وقت لاحق. وفي مدريد أ ف ب بثت اذاعة "كادينا سير" الاسبانية أمس الاثنين مقابلة مع بوتفليقة أكد فيها ان العلاقات بين الرباطوالجزائر "مدعوة الى التحسن" لان المغرب "لا يشكل خطراً على الجزائر". واكد الرئيس الجزائري انه "صديق حقيقي واخ" للعاهل المغربي الجديد محمد السادس. وقال: "لقد كنت دائما مقتنعاً بأن المغرب لا يشكل خطراً على الجزائر واعتقد ان علاقاتنا ستتحسن. لقد سعيت الى ذلك مع جلالته وسأفعل ذلك مع نجله بالحماسة نفسها". وبخصوص الصحراء الغربية اكتفى بوتفليقة بالقول "انها مشكلة تخص الاممالمتحدة".