يبدأ الرئيس حسني مبارك اليوم زيارة تشمل الجزائر والمغرب كانت مقررة قبل أيام وأرجئت بسبب وعكة صحية المّت به. وأُفيد في القاهرة ان الرئيس المصري سيبحث مع الملك الحسن الثاني والرئيس عبدالعزيز بوتفليقة في قضية الصحراء الغربية التي تُشكّل أحد محاور النزاع بين الجزائر والمغرب منذ الستينات. وذكرت مصادر في الرباط ان مبارك سيتوقف في الجزائر، في طريقه الى الرباط، لاجراء محادثات مع بوتفليقة في مطار هواري بومدين. ونقل عن سفير مصر في الجزائر عبدالمنعم عبدالعزيز سعودي ان محادثات مبارك وبوتفليقة ستتناول قضايا عربية واقليمية إضافة الى العلاقات الثنائية. وسئل عن طلب مصر الانضمام الى الاتحاد المغاربي، فأجاب بأن الطلب معروض على هيئة الاتحاد وان بلاده "تنتظر الرد"، في اشارة الى طلب سابق قدّمته القاهرة ابان انتعاش العلاقات بين دول اتحاد المغرب العربي وهي الجزائر والمغرب وتونس وليبيا وموريتانيا. ويشهد الاتحاد جموداً في نشاطه مند بداية 1995 عندما علّق المغرب دوره في مؤسسات الاتحاد إثر أحداث عنف حصلت في مراكش والدار البيضاء اعتقد مسؤولون مغاربة ان أجهزة جزائرية ضالعة فيها. وتوقعت مصادر مغاربية ان تحمل زيارة مبارك للجزائر "بادرة أمل على طريق تحقيق الانفراج في منطقة شمال افريقيا، خصوصاً بين المغرب والجزائر"، على رغم ان السلطات الجزائرية اكدت مراراً ان "لا حاجة الى وساطة" مع المغرب. وفي هذا الإطار، حرصت وسائل اعلام مغربية على نقل تصريحات أدلى بها أخيراً بوتفليقة أكد فيها ان لا مشكلة او نزاع بين المغرب والجزائر، في اشارة الى قضية الصحراء التي اصبح التعاطي معها من اختصاص الاممالمتحدة التي تستعد لإجراء استفتاء لتقرير المصير في الصحراء. وعلقت صحيفة "الاتحاد الاشتراكي" التي يديرها رئيس الوزراء المغربي السيد عبدالرحمن اليوسفي امس على تلك التصريحات، معتبرة ان مقتضيات التضامن والتعاون تحتم قيام تفاهم مغربي - جزائري، خصوصاً معاودة فتح الحدود. ورأت ان البناء المغاربي لا يمكن ان يتم "إلا عبر تفاهم البلدين الشقيقين". وذكرت مصادر رسمية في الرباط ان المحادثات بين الملك الحسن الثاني ومبارك ستبدأ مساء اليوم في العاصمة المغربية، وستعقبها حفلة عشاء يقيمها العاهل المغربي تكريماً للرئيس المصري. ويوقع الجانبان غداً اتفاقات تطاول مجالات التعاون بينهما. القاهرة وفي القاهرة، ذكرت "وكالة أنباء الشرق الأوسط" المصرية ان مبارك سيبحث مع المسؤولين في الجزائر والمغرب في قضية الصحراء الغربية بغية التوصل الى حل يرضي البلدين. ونقلت عن مصادر ديبلوماسية مصرية ان مساعي مبارك لحل هذه القضية "تأتي في إطار السياسة المصرية لجهة تنقية الأجواء العربية وتفعيل العمل المشترك". ولفتت الى أن مبارك على دراية كاملة بملف الصحراء منذ كان نائباً للرئيس الراحل أنور السادات، وسبق له ان توسّط بين الجزائروالرباط في الموضوع نفسه في 1977 بعد اشتداد الأزمة بين البلدين. وقالت ان المساعي المصرية "تأتي في إطار العلاقة القديمة" التي تربط بين مبارك وكل من العاهل المغربي والرئيس الجزائري. وقال وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى إن محادثات مبارك مع كل من بوتفليقة والحسن تأتي هي "استمرار للاتصالات المصرية" مع العاهل الاردني الملك عبدالله بن الحسين والرئيس ياسر عرفات وولي العهد السعودي نائب رئيس الوزراء رئيس الحرس الوطني الأمير عبدالله بن عبدالعزيز لجهة تقويم الوضع العربي و"الاتفاق على استراتيجية واحدة تحقق المصلحة العربية". ومن المتوقع ان يلتقي مبارك نظيره السوري حافظ الاسد قبيل زيارته لواشنطن في 26 حزيران يونيو الجاري. كما يجتمع بعد عودته من المغرب، الرئيس ياسر عرفات الذي أفيد أنه سيصل الى القاهرة الأحد.