طلبت بلغراد عقد جلسة طارئة لمجلس الامن بخصوص المجزرة التي وقعت يوم الجمعة الماضي في قرية غراتشكو في اقليم كوسوفو، فيما بدأت محكمة جرائم الحرب الخاصة بيوغوسلافيا السابقة التحقيق في هذا الحادث. وفي غضون ذلك، أعلن الناطق باسم قوات حفظ السلام الدولية في بريشتينا انه تم تكثيف الدوريات العسكرية في المناطق التي لا تزال تسودها توترات عرقية "للحد من اعمال العنف في الاقليم". وأشار الى ان الوحدات الدولية "تواصل البحث عن المسؤولين عن قتل 14 مزارعاً صربياً من سكان الاقليم". وإلى ذلك اعلن مسؤول الادارة المدنية الدولية في كوسوفو برنار كوشنير انه يتابع ملابسات مقتل الصرب "حتى ادانة المذنبين". وأفادت المدعية العامة لمحكمة جرائم الحرب في لاهاي لويزا اربور ان المحكمة الدولية ستجري تحقيقاً في مجزرة قرية غراتشكو "التي تدعو الى القلق الكامل". وحضت في تصريح على اتخاذ أشد الاجراءات ردعاً "لمنع استمرار دوامة العنف التي سقطت فيها كوسوفو خلال السنوات الاخيرة". وكان كل من المسؤول السياسي لجيش تحرير كوسوفو هاشم ثاتشي والقائد العام لهذا التنظيم العسكري اغيم تشيكو دانا "هذه الجريمة" وأكدا عدم وجود أي علاقة للمقاتلين الألبان بهذا الحادث. وناشدا السكان الصرب "البقاء في الاقليم". وقال ثاتشي إن "جيش تحرير كوسوفو لم يرتكب هذا العمل الذي لا يساعد احداً سوى الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش لانه يصرف الانتباه عن الاحتجاجات المناهضة لحكومته في مناطق اخرى من صربيا". واكد ان جيش تحرير كوسوف سيساعد قوة حفظ السلام الدولية في تحقيقاتها "حول قتل هؤلاء الصرب". وفي بلدة غراتشانيتسا جنوب بريشتينا اعلن الناطق باسم الاسقف الارثوذكسي الصربي ارتيميا ان تشييع الصرب الذين قتلوا "سيقام ظهر الاثنين اليوم في غراتشكو". وطلبت يوغوسلافيا من مجلس الامن عقد جلسة طارئة "من اجل اتخاذ اجراءات حاكمة وملموسة لضمان حماية الصرب وغيرهم من سكان كوسوفو من غير الألبان". وذكرت وكالة انباء "ايتار تاس" الروسية ان وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف طالب مجلس الامن باتخاذ قرار يقضي بالنزع الفوري لسلاح جيش تحرير كوسوفو. وقال في تصريح ان "على المجتمع الدولي الذي اخذ على عاتقه مسؤولية الوضع في كوسوفو، التصرف بطريقة حاسمة وغير منحازة". ودعا ايفانوف الى اعتقال المسؤولين عن المجزرة و"معاقبتهم". واضاف وزير الخارجية الروسي قائلاً: "حذرنا اكثر من مرة ان سياسة المساومة التي ما زال الحلف الاطلسي يتبعها مع المتطرفين والانفصاليين الالبان تنطوي على نتائج خطيرة جداً". واعتبر ايفانوف ان الجريمة "تثبت ازدياد العنف ضد غير الألبان" وقال ان "140 ألف صربي وغجري ورعايا من جنسيات اخرى ارغموا على مغادرة منازلهم".