القاهرة - ا ف ب - لعب الملك الحسن الثاني في السبعينات دوراً في التمهيد لابرام اتفاقات السلام المصرية الاسرائيلية قبل ان ينزع يده منها امام الغضب العربي. وكان العاهل المغربي الراحل استضاف في العام 1977 لقاء استكشافياً سرياً بين الجنرال موشي دايان، وزير الخارجية الاسرائيلي حينذاك، ونائب رئيس الوزراء المصري حسن التهامي، أحد المستشارين المقربين من الرئيس السابق انور السادات. وأتاح هذا اللقاء للسادات جس نبض المسؤولين الاسرائيليين والاطلاع على مدى استعدادهم للتقارب مع مصر وكسر حالة "اللاسلم واللاحرب" التي اعقبت حرب تشرين الاول اكتوبر 1973. ويقول ديبلوماسي مصري "حتى وان لم يلعب العاهل المغربي الراحل دوراً مباشراً في مفاوضات السلام المصرية - الاسرائيلية في ما بعد، يمكننا ان نقول ان لقاء المغرب كان وراء تشجيع السادات لاعلان عزمه في 9 تشرين الثاني نوفمبر 1977 على القيام بزيارته التاريخية للقدس" المحتلة. ويضيف الديبلوماسي ان "العاهل المغربي وافق مثل السودان وعمان، على هذه الزيارة التي أثارت غضب بقية الدول العربية". وفي 18 تشرين الثاني نوفمبر، عشية زيارة السادات للقدس، اكد الملك الحسن الثاني تاييده له في اتصال هاتفي نقلته صحف البلدين. الا انه وأمام معارضة الصحافة والرأي العام المغربيين لهذا الموقف نشرت الرباط تكذيباً للانباء الصحافية التي تحدثت عن دور العاهل المغربي في ترتيب الاتصالات مع الاسرائيليين. وكانت هذه الانباء اكدت ان الملك الحسن الثاني استقبل سراً في بلاده رئيس وزراء اسرائيل اسحق رابين في 1976 والجنرال دايان في ايلول سبتمبر 1977. الا ان الديبلوماسي المصري اكد ان الحسن الثاني "سعى دائماً الى التوفيق ما بين قناعاته الشخصية في شأن ضرورة ابرام السلام والموقف العربي المناهض لمصر السادات". وهكذا وبعد التوقيع على معاهدة السلام المصرية - الاسرائيلية في 26 آذار مارس 1979، انضم المغرب الى معظم الدول العربية التي رفضت "السلام المنفرد". ومع ذلك، امتنع الحسن الثاني عن ادانة "خيانة السادات" خلال السنوات العشر التي عزلت فيها مصر عن بقية الامة العربية. وانضم المغرب الى معسكر المعتدلين الذين رفضوا مقاطعة كاملة لمصر كما رفضوا الدعوة الى اطاحة السادات التي طالب بها الراديكاليون مثل العراق وسورية والفلسطينيون وليبيا والجزائر واليمن الجنوبي. وفي العام 1984، كان المغرب اول بلد عربي يوافق على مبدأ إعادة العلاقات الديبلوماسية مع مصر مساهماً بذلك في بدء عملية تطبيع مع بقية الدول العربية.