يستقبل الرئيس الاميركي بيل كلينتون، اليوم، رئيس الوزراء الاسرائيلي الجديد ايهود باراك الذي يزور الولاياتالمتحدة لمدة خمسة ايام بعد سلسلة اجتماعات "التعرّف وكسر الجليد" التي عقدها في المنطقة مع الرئيسين المصري حسني مبارك والفلسطيني ياسر عرفات والعاهل الاردني الملك عبدالله الثاني. ويتوقع ان تضع الاجتماعات الاميركية - الاسرائيلية الاطار العام لاستئناف المفاوضات على كل المسارات. وكان باراك استبق الزيارة بالدعوة الى "خفض التوقعات" واعادة تحديد الدور الاميركي على المسار الفلسطيني باتجاه تخفيفه، واصر على دمج المرحلة الثالثة من اعادة الانتشار بحسب "واي ريفر" بمفاوضات الوضع النهائي. وفي المقابل صرح عقب اجتماعه ليل اول من امس مع الملك عبدالله في العقبة بأن "الاشارات الصادرة من دمشق في الاسابيع الاخيرة ايجابية". وفي دمشق نقلت مصادر عن العقيد الركن بشار الأسد قوله في ختام زيارته للسعودية اول من امس انه "متفائل بعملية السلام في ظل توجهات الحكومة الاسرائيلية الجديدة" مع انه فضّل التريث للتأكد من النيات وانتظار "المؤشرات والمدلولات التي تدل على الرغبة الحقيقية والصادقة لدى القيادة الاسرائيلية". وحدد باراك قبل توجهه الى واشنطن مواقف بدأها بعد اختتام محادثاته مع الملك عبدالله، فاعتبر ان "الاشارات الصادرة من دمشق خلال الاسابيع القليلة الماضية ايجابية، وآمل اذا استمروا على هذه الحال بالتوصل الى طريقة لاستئناف المحادثات والعمل لانهاء الصراع والتوصل الى اتفاق سلام". واوضح في لقاء مع "واشنطن بوست" الاميركية موقفه من الدور الذي يريده لادارة كلينتون في المفاوضات، وطالبها بأن تعود الى دورها ك"مسهّل" للعملية وان تحجم عن التصرف "كحكم ورجل شرطة وقاضٍ". وعلى رغم اعترافه بأن نفوذ كلينتون حاسم، دعا الى "ترك الأمر للاعبين" لأن لا أحد "يستطيع ان يفرض علينا شيئاً لا يخدم هدف اقرار السلام". وضرب باراك مثلاً على المغالاة في التدخل، مشيراً الى ما يقوم به رجال الاستخبارات المركزية الاميركية سي. آي. اي في اطار اللجان الامنية وغيرها مع الفلسطينيين. وحاول طمأنة مضيفيه الى انه "سيجلس مع الفلسطينيين الى الجانب نفسه من الطاولة لنحاول حل المشاكل بدلاً من التشاجر حول توصيفها". لكنه اوضح لصحيفة "نيويورك تايمز" انه مصر على دمج مرحلة اعادة الانتشار الثالثة بحسب "واي ريفر" بمفاوضات الوضع النهائي لأن عكس ذلك "محفوف بأخطار كبيرة ويقلص فرص التوصل الى سلام دائم". اما كلينتون فقال: "انني متلهف للقاء رئيس الوزراء الاسرائيلي الجديد مثل طفل معه دمية جديدة... وأرجو ان نبدأ تنشيط عملية السلام وفق شروط عادلة ونزيهة". وأكد السفير الاسرائيلي في واشنطن زلمان شوفال ان "واشنطن كلها متشوقة للتعرف الى باراك". وذكر ناطق باسم الخارجية الاميركية ان الوزيرة مادلين اولبرايت تنوي "قضاء جزء كبير من وقتها" في الشرق الأوسط خلال الاشهر القليلة المقبلة، وستقوم برحلة الى المنطقة اوائل آب اغسطس. وتشمل لقاءات باراك في الولاياتالمتحدة اجتماعين مع كلينتون وعشاء عائلياً خاصاً وعطلة نهاية اسبوع في منتجع "كامب ديفيد" وكذلك لقاء مع وزير الدفاع وليام كوهين الجمعة ومع اولبرايت وقادة المنظمات اليهودية. وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الاميركي جيمس كراولي ل"الحياة" ان زيارة باراك "ذات صلة بعملية السلام، ولكن، ايضاً بالعلاقات بين الدولتين. واللقاء لقاء تعارف لتحديد الوجهة في المستقبل وما على الاطراف فعله وكيف يمكن للولايات المتحدة ان تساعد". وأضاف ان "المحادثات ستكون مثمرة جداً لاستطلاع كيفية تقدم العملية السلمية". وأعرب بوضوح عن "نية الولاياتالمتحدة الانسحاب بعض الشيء من المفاوضات الاسرائيلية - الفلسطينية وآليات تنفيذها إلا حيث تقتضي الظروف ان تلعب دوراً غير تقليدي". وأكد ان استكشاف الارضية التي يمكن على اساسها تجديد المفاوضات على المسارين السوري واللبناني سيكون مطروحاً، كما اعرب عن ارتياح الولاياتالمتحدة الى "الرسائل الايجابية التي تتبادلها سورية واسرائيل عبر صحيفة الحياة". وعن دعوة باراك الى تجاوز بعض التزامات "واي ريفر" قال كراولي: "كل طرف قدم تعهدات وعليه ان يحترمها". واعلنت سورية امس التزامها "المتطلبات التي تضمن الديمومة للسلام" مع اسرائيل، في اشارة الى استعدادها لاقامة "علاقات طبيعية" مع الدولة العبرية في حال انسحابها من الجولان الى ما وراء حدود 4 حزيران يونيو 1967. وجاء في تعليق لاذاعة دمشق: "اذا بدا باراك معنياً بترجمة اقواله الى افعال سيجد سورية على موقفها المبدئي وإيمانها الراسخ بالسلام ومتطلباته والتزاماته، وبالمقومات التي تضمن له الديمومة وتقيه شر الانهيار". وزاد ان "دمشق تراقب باهتمام خطوات باراك ووجهتها، ولعلنا نأمل بأن تكون في درب السلام".