في الوقت الذي وصلت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت الى المملكة العربية السعودية في مسعى لدفع عملية السلام في الشرق الاوسط، اعلن الفلسطينيون تعليق التفاوض مع اسرائيل في قضايا المرحلة النهائية، باستثناء الاستيطان، وذلك في انتظار رد اسرائيل على مطالبهم بوقف النشاط الاستيطاني. التفاصيل ص3 ويأتي هذا الموقف، مقروناً بتصريحات فلسطينية عن "الطريق المسدود" الذي وصلت اليه المفاوضات المتعلقة باستحقاقات المرحلة الانتقالية المرحلة الثانية من الانسحاب واطلاق دفعة جديدة من المعتقلين قبل شهر رمضان الكريم، ليزيد من تعقيد مهمة اولبرايت التي بات عليها الآن العمل على دفع عملية السلام على كل المسارات السورية واللبنانية والفلسطينية. وفي محاولة لاحتواء التصعيد الفلسطيني الذي سبق زيارة اولبرايت، اعلن كبير مساعدي رئيس الوزراء الاسرائيلي داني ياتوم للاذاعة الاسرائيلية ان الحكومة "ستعمل من اجل التوصل الى طريقة لضمان ألا تشكل المستوطنات عقبة في طريق استئناف المفاوضات". وفي الرياض، علق مصدر سعودي على أنباء أفادت أن واشنطن ستطلب من الرياض "اقناع" دمشق باستئناف المفاوضات مع إسرائيل. وقال ل"الحياة": "لم يطلب منا شيء من هذا القبيل لأننا أساساً نقف الى جانب سورية في موقفها الداعي الى استئناف المفاوضات من حيث توقفت". وكان مقرراً ان تلتقي اولبرايت ليل الاثنين - الثلثاء في الرياض خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، في حضور النائب الثاني لرئىس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وذلك بعد أن تلتقي نظيرها السعودي الأمير سعود الفيصل. وقال مصدر مطلع ل"الحياة" إن المحادثات ركزت على ثلاثة محاور رئيسية، هي تصور الرياضوواشنطن لتخفيف العقوبات المفروضة على العراق، في وقت يواصل فيه أعضاء مجلس الأمن مداولاتهم في شأن مشروع القرار البريطاني، وسبل استئناف مفاوضات السلام على المسارين السوري واللبناني، إضافة الى تنشيط المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وشدد المصدر على ان الجانب السعودي ابلغ الوزيرة الاميركية ضرورة التزام اطراف العملية السلمية الاتفاقات استناداً إلى مرجعية مؤتمر مدريد، ومبدأ الارض في مقابل السلام. وفي دمشق، عكست وسائل الاعلام الرسمية السورية اجواء اقل تفاؤلاً بقدرة اولبرايت على احداث اختراق على المسار السوري - الاسرائيلي، ما لم تستطع إلزام رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك ب"وديعة" سلفه اسحق رابين بالانسحاب الكامل من الجولان. وبثت اذاعة دمشق امس ان باراك "لم يكتف باستبعاد مرجعية مدريد بل انه اراد فرض شروط تفاوضية جديدة يحدد في اطارها نوعية السلام الذي سيليه وفتات الارض الذي سيقدم على غرار ما تفعله اسرائىل مع السلطة الفلسطينية". وفي القاهرة، ستكون ملفات السودان والعراق وعملية السلام محور محادثات أولبرايت مع الرئيس حسني مبارك بعد غد. وتأتي الزيارة في ظل تباين في المواقف بين القاهرةوواشنطن من هذه القضايا. ففي ازمة السودان، تفضل واشنطن بشكل واضح مبادرة ايغاد الافريقية مقابل المبادرة المصرية - الليبية المتعلقة بإيجاد حل سلمي في السودان وفتح حوار مباشر بين الحكومة والمعارضة. كما تعارض القاهرة استمرار الغارات الاميركية - البريطانية على الاراضي العراقية، فيما ينتظر أن تتطرق أولبرايت الى استئناف المفاوضات المتعددة الاطراف في الشرق الاوسط، وهو ما يصطدم بالموقف المصري الذي يرى أن استئنافها يرتبط بإحراز تقدم على مسارات التفاوض العربية - الإسرائيلية.