اكدت مصر وفرنسا دعمهما للاتفاق الفلسطيني- الاسرائيلي الذي رعته الولاياتالمتحدة، لكنهما تعهدتا بالسير قدماً لتفعيل المبادرة المصرية - الفرنسية لعقد مؤتمر دولي لانقاذ عملية السلام وفقاً لمبادرة الرئيسين حسني مبارك وجاك شيراك. وبدا ان القاهرة رغم تأييدها الرسمي للاتفاق واطرائها على جهود الرئيس الاميركي بيل كلينتون، الا انها تشكك في التزام رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بما تم الاتفاق عليه في ضوء تجربة لقاءات الرئيس حسني مبارك ورئيس الوزراء الاسرائيلي واستئناف النشاط الاستيطاني في الاراضي المحتلة. وأدت الشكوك المصرية عى المسار الفلسطيني، كما تقول مصادر ديبلوماسية مصرية ل "الحياة" الى تسريع الاتصالات المصرية - الاوروبية خصوصاً مع فرنسا لترتيب عقد مؤتمر انقاذ السلام الذي يتناول المسارين السوري واللبناني الى جانب المسار الفلسطيني. وفي هذا الاطار التقى وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى كلاً من المبعوث الاوروبي لعملية السلام ميغيل أنخيل موراتينوس قبيل مغادرة الاخير مساء أول من امس، ومدير ادارة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية جون كلود كوسران ووكيل الخارجية الفنلندية ياكو بلومبرغ، وتناولت اللقاءات عملية السلام، خصوصاً المسار الفلسطيني والخطوات اللازمة نحو عقد مؤتمر مبارك - شيراك. وندد المبعوث الاوروبي باستمرار المخطط الاستيطاني الاسرائيلي وقال ان الاجراءات الاستيطانية تخالف اتفاق واي ريفر، ورفض سياسة تكريس الامر الواقع والاجراءات أحادية الجانب. وأبلغ موراتينوس - الذي التقى ايضاً الأمين العام للجامعة العربية عصمت عبدالمجيد - استعداد الاتحاد الاوروبي لتجديد الاتفاق المالي للسلطة الفلسطينية، مشيراً الى ان القرار سيتم اتخاذه في الاجتماع المقبل للدول المانحة في نهاية السنة الجارية. وعلى صعيد المبادرة المصرية - الفرنسية بعث موسى برسالة الى وزير خارجية فرنسا هوبير فيدرين قبل اجتماعات وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في بروكسيل الاثنين المقبل لفت فيها الى اهمية الدور الفرنسي في دعم عملية السلام. وقالت المصادر المصرية إن موسى وفيدرين سيلتقيان في باريس في نهاية الشهر الحالي لاستكمال اجراءات عقد مؤتمر انقاذ السلام. ووصف كوسران محادثاته في القاهرة بأنها فعالة، وقال إنها تناولت كل المواضيع: عملية السلام والمشكلة العراقية والتعاون الثنائي. في غضون ذلك يصل القاهرة يوم السبت المقبل وزير خارجية النمسا الرئيس الحالي للاتحاد الاوروبي في اول زيارة له الى مصر والشرق الاوسط بعد تولي بلاده رئاسة الاتحاد.