أحيا لبنان امس الذكرى الثالثة لمجزرة قانا التي ارتكبتها اسرائىل خلال عملية "عناقيد الغضب"، فيما تتوجّّه الانظار الى الاجتماع الطارىء الذي تعقده اليوم لجنة المراقبة المنبثقة من تفاهم نيسان ابريل للبحث في ثلاث شكاوى لبنانية في مقدمها ضمّ اسرائيل بلدة أرنون قضاء النبطية وإلحاقها بالشريط الحدودي المحتل. وعلى الصعيد الداخلي اعلن الياس ابو رزق امس استقالته من رئاسة الاتحاد العمالي العام في لبنان احتجاجاً على "التدخل الرسمي" في انتخابات صندوق الضمان الاجتماعي مؤسسة حكومية ما ادى الى اطاحته من رئاسة مجلس ادارة الصندوق. يذكر ان الاتحاد العمالي العام دعا الى التظاهر بعد غد الاربعاء احتجاجاً على الضرائب والرسوم التي فرضتها الحكومة في موازنتها المقترحة لعام 1999. وعشية اجتماع لجنة تفاهم نيسان في بلدة الناقورة، استقبل الرئيس اللبناني أميل لحود السفير الأميركي في بيروت ديفيد ساترفيلد وبحث معه "في الاعمال العدوانية الاسرائىلية الاخيرة المتمثلة بضمّ أرنون الى الشريط المحتل". ونقلت مصادر رسمية عن لحود "رفض لبنان ضمّ أرنون واصراره على تمسّكه بسيادته على كل شبر من الأراضي اللبنانيةالمحتلة"، مؤكداً "ان اسرائيل تقيم جدار برلين آخر بين ابناء الشعب اللبناني بعد انهيار جدار برلين". وفي انتظار ما سيؤول اليه اجتماع لجنة المراقبة، أكد رئيس الحكومة سليم الحص ل"الحياة" ان لبنان طلب من اللجنة تبني موقفه الداعي الى انسحاب اسرائىل الفوري من أرنون، إذ ان ضمها يشكل خرقاً فاضحاً لتفاهم نيسان. وعلمت "الحياة" ان الحكومة اللبنانية اذ تبدي ارتياحها الى موقف فرنسا الداعم لموقف لبنان على حدّ ما أبلغه سفيرها في بيروت دانيال جوانو للرئيس الحص، فإنها في المقابل لمست تفهماً لموقف واشنطن عبّر عنه السفير ساترفيلد من خلال لقاءات مكثفة اجراها في اليومين الاخيرين مع كبار المسؤولين. لكن المصادر الرسمية سألت عن مدى استعداد فرنسا لترجمة تأييدها لموقف لبنان والولايات المتحدة المتفهمة له، في البيان الختامي الذي سيصدر عن لجنة المراقبة في نهاية اجتماعها.