أعرب لبنان عن تفاؤله بمعاودة لجنة المراقبة المنبثقة من "تفاهم نيسان" ابريل اجتماعاتها فور تشكيل الحكومة الاسرائىلية الجديدة برئاسة ايهود باراك، بعدما نعت حكومة بنيامين نتانياهو، التفاهم على لسان وزير دفاعها موشي أرينز، وعطّلت اجتماع اللجنة الثلثاء الماضي راجع ص4. وبرز موقف ايراني وآخر ل"حزب الله" الذي اكد ان ال"كاتيوشا" جاهزة للدفاع عن المدنيين اللبنانيين وعن البنى التحتية، في ظلّ معلومات عن ان اسرائيل والولايات المتحدة تسعيان، بعد العدوان الاسرائيلي الصاعق على البنى التحتية في لبنان الاسبوع الماضي، الى إلغاء سلاح ال"كاتيوشا" في مقابل التوقف عن ضرب هذه البنى. ونقلت مصادر ديبلوماسية عن السفير الايراني في دمشق حسين شيخ الاسلام ان "حزب الله" الذي لم يتوقع حجم العمليات الاسرائىلية، يستطيع "اعادة اسرائيل الى مجموعة تفاهم نيسان عبر قصف مستعمراتها الشمالية". وابلغت المصادر "الحياة" قول السفير ان وزيري الخارجية الايراني كمال خرازي والسوري فاروق الشرع "مقتنعان بأن باراك ليس بعيداً عن العدوان الاخير". وأفادت وكالة "سانا" السورية للأنباء ان خرازي شدّد امس على وحدة الموقفين السوري والايراني في التصدي لاعتداءات اسرائيل على لبنان، وتمسّك البلدين بدعم صمود الشعب اللبناني في مواجهة الاعتداءات المتكررة. واوضحت الوكالة ان خرازي كان يتحدث في طهران اثر عودته من بوركينا فاسو، فيما جدد الشرع تمسّك سورية ب"تفاهم نيسان" وتحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الاوسط، ورفض فصل المسارين السوري واللبناني. وأعلن "حزب الله" بلسان نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم ان ال"كاتيوشا" جاهزة للدفاع عن المدنيين وعن البنى التحتية اللبنانية "في الزمان والمكان والاسلوب الذي تختاره المقاومة لإيلام العدو الاسرائىلي وابقاء توازن الرعب معه". وأكد رفضه تعديل التفاهم "لا بالألفاظ ولا بالسلوك العملي". واعتبرت أوساط مراقبة ان هذا الموقف يهدف الى تأكيد بقاء سلاح ال"كاتيوشا" في نطاق المواجهات في جنوبلبنان قائماً، وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان "حزب الله" يعتقد ان التهديد بضرب البنى التحتية اللبنانية يقابله التهديد باطلاق "كاتيوشا" على العمق الاسرائىلي. الى ذلك قال رئيس الحكومة اللبنانية الدكتور سليم الحص ل"الحياة" بعد اتصاله بالشرع امس، ان الاتصال جاء في اطار التشاور في التطورات خصوصاً اثر تأخير اجتماع لجنة المراقبة. واضاف: "السفيران الاميركي والفرنسي في بيروت أكدا لنا ان بلديهما يدعمان عقد اجتماع للجنة المراقبة". واستبعد "إمكان اجتماع اللجنة قبل ان تنتهي ولاية نتانياهو، لأن ليس هناك مفرّ أمام اللجنة من إدانة العدوان الاسرائيلي على لبنان، والمندوب الاسرائىلي سيرفض الادانة لأن قرار العدوان اتخذ بقرار من نتانياهو". وأوضح مصدر ديبلوماسي لبناني ل"الحياة" ان الحديث عن تعديل تفاهم نيسان غير دقيق وغير صحيح، "اذ لا خيار غير تطبيقه بحذافيره".