أثار رفض الفنان الاماراتي محمد المازم الغناء اثناء استراحة الفنان محمد عبده، الكثير من التساؤلات وربما علامات الاستفهام والتعجب، حتى أعتبر البعض هذا الرفض نوعاًً من التمرد "الشبابي" على "الكبار" على اعتبار ان المازم ينتمي الى جيل الشباب، بينما ينتمي محمد عبده الى جيل الكبار، وهناك من يقول العمالقة. وربط البعض الاخر بين رفض المازم والحرب الصحافية التي شنتها الفنانة الاماراتية أحلام عن حق محمد عبده ب"لقب فنان العرب". وهناك "بعض آخر" يهوى الصيد في الاماكن المحرمة، رأى في رفض المازم "إنقلاباً فنياً اماراتياً" على سيادة الفن السعودي عموماًً ومحمد عبده تحديداً. على ان الامر برمته كان سوءاً في التنظيم. جاء محمد المازم من الامارات ليشارك في مهرجان "أبها" الصيفي، ورفض من اجل ذلك احياء حفله في بيروت، وما ان وصل إلى مدينة ابها حتى طلب منه التوجه إلى المكان الذي تقام فيه "البروفات" لمقابلة الفنان محمد عبده الذي سيشاركه احياء الحفلة. وفي المكان المقرر، انتظر المازم حضور "فنان العرب" وبعد ان أعياه الانتظار، ابلغه "متعهد الحفلة" ان محمد عبده لن يتمكن من الحضور الليلة، وابلغه ان "فنان العرب" سيبدأ الحفلة لمدة غير محددة، بعدها واثناء استراحة الفنان محمد عبده، يكون دور محمد المازم في الغناء لفترة محددة، ثم يعاود الفنان محمد عبده الغناء بعد الاستراحة حتى نهاية الحفلة. حاول الفنان محمد المازم من دون جدوى، اقناع متعهد الحفلة وهو الشاعر الغنائي السعودي سعود سالم، اتباع الاعراف المعمول بها في مثل هذه الحالات، وهي ان يغني الفنان الاصغر سناً والاقل جماهيرية اولاً، ثم يغني الفنان "الكبير" من بعد حتى نهاية الحفلة، ورفض "المتعهد" عرض المازم رغم كل التنازلات التي قدمها، واكد المازم للمتعهد انه "فخور بالمشاركة مع محمد عبده". وأضاف "قدمت من الامارات وانا اعلم مدى جماهيرية محمد عبده، ولكن العرف المتبع في هذه الحالة ان اغني اولاً". لكن المتعهد أصر على ان يضع المازم "بين الشوطين" وهو ما جعل المازم يرفض المشاركة بعد ان الغى كل التزاماته الفنية الاخرى. العرف الفني المتبع في مثل هذه الحالات، لا يقر بالتصرف الذي مارسه المتعهد. والمؤسف هو ان المتعهد شاعر غنائي وفنان يدرك مدى "الغبن" الذي يلحق بالمازم فيما لو غنى "بين الشوطين" وهو الفنان الذي يتمتع بجماهيرية لا تقل عن اقرانه من المطربين الشباب، هذا ان لم تكن فاقت البعض منهم. ثم ان العرف العربي يقضي بتقديم الضيف، والمازم جاء من الامارات حاملاً الحب لبلد وقال انه لا يملك دليلاً على محبتها سوى انه الغى جميع التزاماته الفنية ومنها حفلة بيروت لمشاركة ابها افراحها. ومع احترامنا الكامل للفنان محمد عبده ودوره الكبير والريادي في نشر الاغنية السعودية، إلا ان ما حدث وبهذه الطريقة الخارجه على كل الاعراف، يجعل الكثير من المطربين العرب يتوقفون امام الدعوات التي سترسل لهم مستقبلاً، وهو امر يتنافى مع فكرة المهرجان الصيفي في مدينة ابها. ومثل هذه "القصص" الفنية غالباً ما تشهدها المهرجانات العربية وهي تعبر عن الصراع المستميت بين الأجيال الفنية.